في الوقت الذي أبدى فيه فرحته «بالخطوة الجديدة التي انتهجتها وزارة الثقافة والإعلام، بفتح ملف كان دونه الهوائل» (يقصد ملف الإذاعات الخاصة) رأى الكاتب السعودي / علي بن حمزة العمري/ أنه «لما عاد فتح الملف فتح بلا رؤية واضحة» وأضاف: «كل المقدمين لم يعرض لهم مسار الإذاعات الأربع المقترحة» (صحيفة المدينة، 18من ذي القعدة 1430ه) وهو أمر يتفق معه كثيرون من المهتمين بالشأن الإذاعي السعودي، رغم أن الإذاعات السعودية الخاصة، المرتقب ظهورها، تعد نقلة نوعية في تاريخ الإعلام السعودي، وإن تأخرت كثيرا، وظهرت في مجتمعات مجاورة، واستأثرت باهتمام قطاع كبير من المتلقين، وهو ما تبدى بوضوح في ردود أفعال هذا النمط من الإذاعات، التي نحت نحو البعد عن التقليدية في: الأداء، والمحتوى، والأهداف، ولكنها اتفقت على أنها تتوخى مخاطبة المستمع بأسلوب مرن، أكثر إقناعا من الإذاعات الرسمية، التي لو أخذت به لكان أفضل لها، في خضم عالم إعلامي يأتي كل يوم بجديد، إلى الحد الذي يمكن القول معه: إن التجديد لا يكون في الشكل، بل في المضمون، ولا في الكم بل في الكيف، ولا في الرتابة بل في الحيوية، هكذا تنادي المدارس الإذاعية الحديثة، ومن لا يصيخ السمع فلا مكان له في عالم الإذاعات، سواء أكان رأس ماله ملايين الريالات، أم آلاف منها، المهم: حسن التخطيط، وحسن تحديد الأهداف، وحسن الأداء، وحسن معرفة ما يريده المستمع، وعدم الخروج على الثوابت اليقينية للمجتمع. قد تكون شهادة محبر هذه الكلمات مجروحة بحق الإذاعات الخاصة، لأنني أول من تقدم بطلبها إلى وزارة الإعلام، وأول من يعلن انسحابه منها، تاركا المجال لمن هو أقدر، وأفهم، وأدرى، إذ من الواضح أن الإذاعات السعودية الخاصة، هي حكر على رؤوس الأموال الكبيرة، وأصبحت من ثم تجارة رابحة إذا ظهر فيها الإعلان، الذي أعرف وغيري من الإعلاميين أنه المصدر الأول والأخير لتمويلها. رأي الأخ «علي العمري» يفتح آفاقا أمام منظري الإذاعات السعودية الخاصة، وأمام طالبيها، وهو رأي أتوقع أن يجد صداه المهم عند وزير الثقافة والإعلام (الدكتور عبد العزيز خوجة) وأتمنى أن يتوقف أمام جملة أوردها «العمري» في مقاله: «إن الأنباء الأولية تقول: «إن الطحاطيح شبه ضامنين للنتائج المبدئية، لأن المسألة تعود للمناقصة، والمناقصة باختصار تحكم النتائج». أنقل عن الأخ «علي العمري» أن في المجتمع المغربي (17) إذاعة خاصة، وفي المجتمع التركي تملك جماعة واحدة (31) إذاعة خاصة، وفي الكويت، والأردن محطات غير حكومية وشخصية. أما في المجتمع السعودي، فالإحصائية تقول: صفر في صفر يساوي صفرا. أخيرا.. أعلن مرة ثانية انسحابي من طلب الحصول على إذاعة خاصة، وفي الأفق تلوح بوادر جديدة. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة