أعني «جميل بن إبراهيم الحجيلان» أول وزير إعلام سعودي، والمؤسس الحقيقي له في العصر الحديث، وفي عهده شهد الإعلام السعودي عصره الذهبي، ومنجزات الرجل شاهدة على ذلك، واسألوا من عمل معه، واقترح عليه وأشار، وأخذ منه وأعطاه، وكانت له بصماته الواضحة في الإعلام السعودي الحديث، وما انطلاقة الإذاعة السعودية وفق منهجية علمية، وما صدور نظام المؤسسات الصحافية، وما الوفود الصحافية الخارجية التي زارت المملكة، وما التطور النوعي في برامج التلفاز، وما التوسع في أداء الإعلام السعودي داخليا وخارجيا، إلا نماذج من منجزاته. أفلا يستحق «جميل الحجيلان» أن يطلق اسمه على أحد استديوهات الإذاعة ؟ أفلا يستحق أن تكون صورته ومن خلفه من وزراء الإعلام السعوديين اللاحقين في مدخل وزارة الثقافة والإعلام ؟ الوفاء سمة هذا البلد، وسمة قيادته، وسمة المجتمع، أفلا يكون سمة الإعلام السعودي الذي أرسى دعائمه «جميل الحجيلان». أطرح هذه الأسئلة وفي يقيني أن الرجل الأول للإعلام السعودي الآن (عبد العزيز خوجة) يتذكر ويذكر ما لهذا الرجل من منجزات إعلامية، وتفكير إعلامي، في حقل الإعلام، وقد دخله مديرا عاما للصحافة والنشر، ثم وزيرا للإعلام، وسفيرا في «الكويت» وباريس، وأمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي، ليخلد بعدها إلى الراحة، وفي جعبته، أحداث، ومواقف، عشت معه بعضها عندما كنت مذيعا في الإذاعة، كان «في عز شبابه» متحمسا، عنيدا، وذا رؤية إعلامية انفتاحية. يوم توليه وزارة الإعلام، وجد فيها طاقات سعودية، فحرك مياهها الراكدة، وخاض بهم معارك متعددة، أبرزها مواجهة إعلام الرئيس «جمال عبد الناصر» والقصة تطول، وما هذه المساحة تستوعب تفاصيلها. اختلفت معه كثيرا في الرأي. واجهته به وجها لوجه، وفي كتابي ( أتذكر) تحدثت عن خلافي معه حول برنامج «ضيف الليلة» والحدة التي اتسم بها نقاشه معي، وما أتيت اليوم كي أكون مؤرخا له، بل شاهد عيان، يروي ما رأى، عل «الحجيلان» يشفي غليلي بكتابة مذكراته الإعلامية، التي طالبه بها أصدقاؤه، وشهود المرحلة التي قاد فيها سفينة الإعلام، وسط أمواج متلاطمة. «جميل الحجيلان» هو أول وزير إعلام سعودي قرر تقديم برامج المرأة والطفل بأصوات نسائية في الإذاعة السعودية، واختار اسم «البيت السعيد» لبرنامج المرأة، كما اختار بنفسه مقدمته الموسيقية، ورأى تقديم برنامج «ربع ساعة مع الموسيقى» يذاع في القيلولة، بعد أن يعود الناس من أعمالهم، ويستقروا في منازلهم، ورأى أن يكون اسم المذيع من كلمتين. كانت الأسماء ثلاثية، فرأى أن تكون ثنائية، مسايرة الوضع الإذاعي العالمي القائم آنذاك، ووضع خطة لتجوال الإذاعة السعودية، في مختلف مناطق المملكة، لمعرفة المشكلات التي تعانيها، والمراحل التنموية التي قطعتها، وتسجيل مقابلات ولقاءات إذاعية مع سكانها، كنت واحدا من المكلفين بها في رحلة إذاعية لا أنساها، بدأت من المدينةالمنورة، ومن ثم: حائل، فعنيزة، فبريدة، فالبكيرية، فالرس، فالرياض، ومنها انطلقت إلى: الأحساء، فالخبر، فالظهران، فالدمام، فالقطيف، فسيهات، فدارين. الحديث عما حققه «جميل الحجيلان» من منجزات للإعلام السعودي، يستحق كتابا، لا مقالا مختصرا في صحيفة سيارة، ولذلك أقول له: أرجوك يا شيخ جميل اكتب مذكراتك عن الإعلام، ليقرأها الإعلاميون وبخاصة الجيل الحالي منهم. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة