تأخر كثيرا تنفيذ إنشاء مبنى وكالة الأنباء السعودية (واس) ظلت منذ نشأتها العام 1390ه (1970م) المؤسسة الإعلامية السعودية الرسمية الوحيدة التي بلا مبنى، في الوقت الذي أسهمت في تعزيز أداء وكالات أنباء عربية شقيقة، وأنشأت مباني لبعضها، وجهزتها، وأثثتها، وسلمتها بالضبة والمفتاح، في إطار التعاون الذي تسلكه المملكة مع الأشقاء العرب، وهي ظاهرة لا اعتراض عليها طالما «واس» أولى بالمعروف. مبنى «واس» له قصة، كانت لها قطعة أرض حكومية في «شارع الضباب» في مدينة الرياض، وأعدت وزارة الإعلام الخرائط الخاصة بالمبنى، وأدرجت تكاليفه في ميزانية الوزارة، واعتمدتها وزارة المالية، وعلى مدى خمس ميزانيات متتالية لم ينفذ المشروع، فاضطرت وزارة المالية لاستبعاد تكاليفه من ميزانيات وزارة الإعلام، منذ العام 1411ه، وظلت «واس» تؤدي وظائفها من مبانٍ مستأجرة، بدءا من المبنى المجاور لقصر الناصرية في الرياض، وانتهاء بالمبنى الحالي (شارع الملك فهد في الرياض) المستأجر بمليوني ريال سنويا على حد علمي وكان يفي آنذاك بمتطلبات الوكالة، مع شيء من التوسع المستقبلي. عندما جاء الوزير (الدكتور عبدالعزيز خوجه) بعث ملفات إعلامية كثيرة من مرقدها، وكان من بينها ملف مبنى «واس» الذي وقع عقد إنشائه يوم الأربعاء 12 صفر 1431ه (27 يناير 2010م) بمبلغ (80) مليون ريال، ويعد أحد المعالم البارزة في مدينة الرياض، ومن المتوقع أن ينتهي العمل منه بعد مضي (24 شهرا) من تاريخ توقيع العقد، الأمر الذي يعني أن «واس» ستنطلق إلى توسع في أداء أنشطتها، وتدخل العالم الجديد للإعلام، فتطرق إلى جانب الأخبار وظيفة شرحها وتفسيرها، وتقدم التعليق على الأحداث وتعزز إمكانيات محرريها وفنييها بتدريبهم في أرقى المعاهد الصحفية في العالم، وتعدهم لعصر العولمة، وتكثر من التقارير اليومية والأسبوعية، وتمد وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بأخبار من صناعتها وصياغتها، من خلال انتشار مندوبيها في الأجهزة والدوائر الحكومية المتعددة، كما تعد نشرات ثقافية واقتصادية، وشبابية، وللمرأة، وتسعى لتثبيت قواعد الحوار الوطني ومكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي والمخدرات لتصبح بذلك في منافسة مشروعة مع وسائل الإعلام المقروءة ورافدا من روافد الإعلام الإذاعي والتلفازي. ستكون «واس» في عهد جديد بثوب جديد بمضمون جديد، بفكر جديد، بدماء جديدة، يرأسها رئيس جديد (الزميل عبدالله بن فهد الحسين) الذي أعرف اجتهاده مذ كان محررا في «واس» والمؤمل منه أن يعمل الكثير مما وقف غيره أمامه عاجزين، وأتوقع أن يجد دعما غير محدود من الوزير «خوجه» الذي يهمه أن يعمل الإعلام من منطلق أنه فكر، قبل وبعد أن يكون وسيلة إعلامية مسؤولة ومنضبطة. توقعوا «واس» الجديدة، وهي توشك أن تتحول إلى مؤسسة عامة إعلامية سعودية، تتمتع بالمرونة، وتستبعد الروتين الحكومي الممل، وتنطلق بسياسة جديدة. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة