يتميز د. عبد العزيز خوجه (وزير الثقافة والإعلام) بتقبله الرأي الآخر، لا يتأفف من النقد الموجه لأداء الوزارة، ولا يكمم الأفواه، ولا يغضب، ولا يتضجر، وفوق هذا وبعده فهو يتميز بعلاقات مميزة، مع الوسط الإعلامي، ويكون سعيدا عندما يلتقي الإعلاميين، يستمع إليهم، ويأخذ منهم، ويطلب منهم النصح. في ثقافة الفكر الإعلامي، يبتكر الإعلامي المعاصر مشروعا، ثم يحجز له موقعا يمنحه اسما، ومنه وبه يتصل ويحيا، في حقائق واقعية، وخالية من أي تسلط، وبهذه الصورة يتخلص الإعلامي المعاصر مما تراكم من قطيعة بين الأجيال، جيل الآباء وجيل الأبناء. قد تكون شهادتي عنه مجروحة، فقد زاملته حينما كان وكيلا لوزارة الإعلام، وكنت مديرا عاما للإذاعة، وظلت هذه الزمالة مستمرة في شتى المواقع التي شغلها، وعرفت نقاءه، ولا يعكر صفو علاقتي النقد الذي أكتبه عن أداء الوزارة، أو يفسره بعضهم على أهوائه. المتابعة الدقيقة منه للعمل الإعلامي لا تنقطع، يتفاعل مع كل ملحوظة، ويرحب بأي طرح، ويصغي لكل نقد، بل كثيرا ما يطلب هو بنفسه إبداء الرأي، فيما تقدمه وسائل الإعلام السعودية، والذين يتعاملون معه يعرفون ذلك جيدا، ولو أردت أن أستشهد بمحطات ومواقف من ذلك التعامل لعجزت. قليل من وزراء الإعلام العرب من يتمتع بهذه المزايا، عرفت عددا لا بأس به منهم، على مدى ثلاثين عاما، اقتربت من بعضهم، وعملت مع بعضهم، وأخذت من بعضهم، وأعطيت بعضهم، وكانت الحصيلة ثروة لا تقدر بثمن. ما سر تمتع بعضهم بهذه الخصال المحمودة؟ لو سألت أي استشاري اجتماعي أو نفسي لقال لك: إنها التربية الأسرية (البيتية).. أب وأم ينشئان الأبناء على الفضائل، وإخوة وأخوات يلقى كل منهم الآخر بوجه بشوش .. تنعدم عندهم نوازع الحسد، والغيرة العمياء .. أسرة يتفقد كل منهم الآخر في السراء، ويواسيه عند الضراء وحين البأس، ثم يأتي دور المدرسة، والمعهد، والكلية، والجامعة، والجامع، وسائر مؤسسات المجتمع، تتكاتف وتتضامن في تنشئة جيل يؤدي الأمانة، مبتعدا عن الخيانة، لا تأخذه في الحق لومة لائم، وحين يتقلد المسؤولية تكون حالته الصحية النفسية، خالية إلى حد ما من العقد، والفصام، وإذا وجدت واحدا أو اثنين من ذوي العاهات النفسية، فاعلم أن وراءه تربية أسرية خاطئة، جعلت منه إنسانا لا يتقبل الرأي الآخر، ويتأفف من سماع النقد، ولا يمحصه، ولا يدرسه، بل سرعان ما يرفضه، فتكون النتيجة معروفة. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة