اطلعت على مقال الكاتب صالح الطريقي في العدد رقم 16102 من جريدتنا الغراء عكاظ الصادرة في يوم الثلاثاء بتاريخ 19/10/1431ه الموافق 28/9/2010م تحت عنوان «الفارق بين العراف ومفسر الأحلام ((الله أعلم))» وقد كان مقاله عن العراف والكاهن ونحوهما والذي ربط فيه بين الكاهن والعراف واختلاطهما بالسحر والسحرة، ومن خلال مقاله استطرد أيضا في ربطهم جميعا مع مفسر الأحلام واعتبره طرفا في التشابه مع العرافين والكهنة والسحر والسحرة وهو ربط يجانبه الصواب، فقد حرم الله السحر تعلما وتعليما وعملا به، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر، وكفر الساحر، فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان عليه السلام ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفرا، وأكد في ذلك كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاء لمن جاء متعلما {إنما نحن فتنة فلا تكفر} أي لا تكفر بتعلم السحر، ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، وهذا يدل على عظم جريمة السحر، لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات، التي نهى عنها، لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، بما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، والآيات الدالة على هذا أكثر من أن تحصى في عجالة، بينما لم يرد في كتاب الله أي آية أو ما يدل على تحريم تفسير الرؤيا أو تكفير المفسرين، أو ربط الكاهن والساحر والعراف بذلك حيث إنه مرجعنا في الأحكام والاستدلال. أما تفسير الأحلام والرؤى فلم يرد بحقها ما ورد في السحر وغيره من الأعمال التي ربط بينها الكاتب الكريم، ولم يكفر الشرع من استفتى في الرؤيا ولو كان المفسر كاهنا أو عرافا كما ورد في مقال الكاتب، فالرسول عليه الصلاة والسلام أوضح ذلك في حديثه أن الرؤيا حق «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه» إلى آخر الحديث، وهذه دلالات واضحة على أن الرؤيا حق وقد وردت أيضا في كتاب الله عز وجل وفي سورة يوسف عليه السلام هناك قصته المعروفة في تفسير رؤيا صاحبيه في السجن عندما استفتياه في رؤياهما وقد أفتاهما فيها، كما استفتاه عزيز مصر عن السبع سنابل الخضر والآية معروفة في سورة يوسف، فهل كان سيدنا يوسف عليه السلام كاهنا أو عرافا، حاشاه أن يكون كذلك... وهناك أيضا رؤى فسرها الحبيب المصطفى عليه السلام كما ورد في الصحاح. وأخيرا أخي صالح هناك فرق كبير بين الرؤيا ومفسريها وبين السحرة والكهنة والعرافين ولعلي أزيدك توضيحا بأن تفسير الرؤى هو علم وحكمة وفراسة. محمد أحمد الزيلعي