استوقفتني رسالة من قارئ، للواقع لم تستوقفني، بل جعلتني أحترم مشاعر المرسل علنا بتذييل أحد مقالاتي عرفانا له بجميل رجل عمل معه لسنوات، فقد بقيت أفحص الرسالة مرة ومرتين وعشرا أيضا.. اسم القارئ سمير الحسيني ووظيفته أنه ذات مرة عمل سائقا لدى الدكتور محمد عبده يماني الآيل إلى رحمة الله. كان سمير الحسيني يعمل سائقا لدى الدكتور محمد عبده يماني لفترة تجاوزت العشر سنوات وسند شهادته أنني ما رأيت منذ عملي مع الدكتور محمد عبده يماني إلا كل خير، وهكذا يمضي السيد سمير الحسيني بطي كلماته البسيطة رثاء فيسمي الدكتور محمد يماني أبو المساكين ونسأل الله سبحانه أن يحشر الفقيد ويحشرنا أيضا مع زمرة المساكين. لكن أفضل ما يأتي بطي هذه الرسائل أن الناس يحبون الذي يحسن إليهم وبالطرف المقابل مالم يتكلموا وينطقوا بحق فهم يسكتون عن سيرة من يسيئون إليهم ومن هنا قرأت رسالة سمير الحسيني ولمست فيها بشفافية أهل الله ترحما على محمد بن عبده يماني المكي، إذ كتب الحسيني «نعم الوالد ونعم الأخ ونعم الصديق وما رأيت منه إلا خيرا أثناء فترة عملي معه سائقا لأكثر من عشر سنوات».. هنا دعني أكتب إليك هو ذا العامل المسكين حيا يكتب مرثية عن رب عمل من غير أن يكون الآن لرب العمل وجودا كيما يكافئه على شهادة له علنا يدلي بها إلى الصحافة وإلى الناس. وتلك هي شهادة حق وذاك الحب أيضا مجردا من أية منافع يتوقعها العامل، وأولئك الناس هم أهل الوفا وبصراحة لا يأسرني شيء مثل الوفا، لأنه ذات مرة أيضا قال لي أحدهم أذكرني في قرارة نفسك و «أوف معي، معك يوفي الله أيضا»، فكيف إذا جئنا بمن يوفي مع الغائب بنبل هكذا يوفي الحاضر مع الغائب. وتلك هي الأمانة نتداولها بيننا كيما تكون شاهدة لنا لا علينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وإليكم من الله محبة ورحمة ومغفرة أيضا يا من لا يعتريكم كبر ولا مكابرة، إذ تنطقون بما أنتم له وإليه وفاء لمن نذرتم أنفسكم في خدمتهم بصدق ومحبة أيضا، وثقوا أنه لا أحد أوفى من الله عهدا... وأما أرزاقكم، فلا تقلقوا بشأنها لأن الخبز دوما وأبدا يأتي به الله.. لأنه هكذا أيضا قال لي أحد المحسنين ولسوف تذكرني مرة أخرى، وأنت ترى رزقك، من غير سؤال ولا كثير تعب أو مشقة هكذا يأتيك من السماء بتدابير من الله.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة