فكرت لمرات عديدة منذ بداية عام 2011 في زيارة طبيب نفسي نظرا لزيادة فضاء الاكتئاب في نفسيتي من الداخل، وبالطرف المقابل ففي كل مرة أتوقف عند أول درجات السلالم وأقول في عزاء صامت إلى نفسي من الداخل لعلها القهوة أو الشاي الثقيل من عيار الخمسين، ومع ذلك فضلت البقاء صامدا أمام موجة الاكتئاب، ولأنني لم أتناول شيئا يحد من تمدده، فقد تحول إلى وسواس قهري وخاصة عندما أقرأ رسائل جوال وأطالع التلفاز فلا أرى غير صراعات في الشوارع بين الناس والحكومات. بعض الصراعات هادئة وبعض هذه الصراعات تترك وراءها الناس وقد صاروا أشلاء وكومة رماد. بعد بضعة أيام تشافيت ولم يعد عندي اكتئاب والسبب أنني لست الوحيد في هذا العالم، فالكثير من زملائي لديهم اكتئاب، وهذه الحالة يصفها علم الاجتماع النفسي أنها من بين حالات الاكتئاب الجماعي وطبعا يلعب الإعلام فيها ووسائط الميديا دورا أساسيا، وبالكاد نجد نكتة جديدة كيما نضحك ومن بعد ذلك جميعا نقول اللهم نطلب منك الهداية وإليك المصير. القصة هي أن هناك أحزانا لأول مرة تتمدد بكثافة وعمق من المحيط إلى الخليج، إذ لا يكاد يخلو مجتمع عربي من إفرازات الصدام الجديد، ومصدر الاكتئاب الجديد هو أن العالم العربي لا يعرف على وجه التحديد ماذا أريد به ولا ماذا يراد له وهذه كلها أسئلة لا نعرف لها جوابا إلا بعد أن يركد الماء وتهدأ العاصفة وترتوي بعض مساحات الأرض بقليل من الدماء.. يوجد للإعلام الجديد مساوئ وحسنات، فمن بين المساوئ أنه مارس أكبر ضخ للاكتئاب إلى المواطن العربي وبالطرف المقابل فمن بين حسناته أنه ساعد إلى درجة كبيرة على الحد من عمليات التطهير والإبادة التي ربما لا تتورع بعض الأنظمة عن سفكها بعيدا عن عيون الكاميرات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة