عندي أصدقاء كثيرون جدا، ولا يوجد في حياتي أعداء مطلقا. ذات مرة دعوت الله «ماكان في السر ليكن في العلن» قائلا: يا رب أنت تعرف أن عبدك ليس ملاكا ولا انتهى إلى صدري من علمك شيء بما هو كائن في النفوس.. أنت الذي يعلم خائنة الأعين وبطي علمك قد أحطت بما تخفي الصدور، فأرني من لدنك أعدائي ذات يوم كيما أعرف أنني من لحم ودم ولست ملاكا أيضا.. بمثل هذا أناديك، وفي أقل من عام ندمت أيضا لأنني رأيت في لمح البصر ما لم يخطر على بال. استدعوني إلى جهة ذات اختصاص بطي خطاب رسمي. ذهبت إلى هناك.. وفي أقل من ثلث ساعة انتهت الجلسة الأولى والأخيرة. تركوني أمضي بسلام، وأعطوني نسخة ورقية مكتوب فيها أنني غاضب.. يعني زعلان جدا. لم أخسر شيئا ولكنني رأيت عن قرب ويقينا هكذا عرفت أن أعداء الإنسان يسكنون تحت جلده أيضا. إذا دفعت يدك إلى غريق كيما تنتشله، فلا تعتقد أن يمسك الغريق بيدك أملا في الخروج معك.. ربما كنت تريد إنقاذه بجهل منك وبسابق علمه بما انتهيت إليه من جهل، فهو يريد سحبك إلى القاع معه. تلك هي الحقيقة وبذلك لا تستطيع إخراجه ويستطيع فيما لو قبض على يدك إسدال ستار غامض من نوعه على آخر يوم في حياتك. هنا دعني أكتب إليك «ضع الاحتمالين دوما أمام عينيك»، ومن داخل نفسك يجب عليك الاعتقاد أن الله لا يضيع أجر المحسنين، فإذا كنت محسنا، فسوف تلقى الله دوما أمامك يكرمك، وإذا لم تكن محسنا، فلا يسعني التمادي معك. والقصة من الآخر «اتق شر من أحسنت إليه». وهذه ربما كانت تكفيك وتكفي الآخرين مثلا فيما لو أرادوا بك خيرا، وتريد بهم ما لا يليق من عدمه.. لا تدفع بلقمة إلى حلق إنسان آخر. إذا أحببته ذات يوم، دعه يأكل بنفسه، لأنك حقيقة لا تدري فيما لو دفعت يمناك باللقمة إلى حلقه، فربما تنتهز شماله فرصة انشغال يمناك، فيفقأ عينك بيده الأخرى.. هذه هي الحقيقة وكل شيء ممكن وكل شيء جائز ومن تقع عليه العهدة.. قال لي: تستاهل، «يداك أوكتا وفوك نفخ».. ولله درك أيها الإمبراطور القديم، إذ قرأت ابتهالك ذات مرة وأنت تطلب الله قائلا «اللهم أكفني شر أصدقائي، فأما أعدائي فأنا كفيل بهم». قلت لنفسي.. الله أكبر عليكم .. حتى الإمبراطور لم يتركه أصدقاؤه بسلام في حال سبيله يمضي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة