لا أعتقد أن هناك مجتمعا يتفنن في صناعة الأزمات، واستدعائها والتباكي عليها مثل مجتمعنا، واستمرارا لمقال الأمس عن ماذا ينتظرنا غدا؟ أكمل اليوم بما نواجهه اليوم؟ فالأزمات التي تواجه كل المجتمعات هي أزمات حقيقية، ولذلك تجيء حلولها جدية وصارمة ونهائية، أما أزماتنا نحن فهي أزمات مفتعلة لا مبرر لوجودها، ولذلك فإن البحث عن حل لها هو بحث عن حليب العصفور. وإذا تجاوزنا مشاكل التوظيف والسعودة والبطالة وتداعياتها وانتشار أشكال التجارة الاستهلاكية وتعدد الوكالات واستيراد كل شيء وغلاء الأراضي والمساكن والإيجارات وعجز الخطوط السعودية وفشل أمانات المدن في بناء مدن حديثة والمناهج الدراسية وواقعها المحير، فإن مشكلة العاملات المنزلية أصبحت هذا العام ظاهرة أو أزمة تستحق الاهتمام بعد أن ظهرت إلى السطح عدة حوادث ربما تكشف في الأيام المقبلة عن أسرار غريبة لما تتعرض له العاملات وما يتعرض له أبناء كفلائهن. المهم أننا لم نكتف بما لدينا من أزمات وصرنا نضيف كل شهر أزمة مفتعلة جديدة لواقعنا المعاش وكأن هموم الدنيا كلها هانت لدينا. يا ناس ياهوه أي مجتمع نحن، وأي واقع هذا الذي نعيش فيه وهل نحن خارج دائرة الواقع تماما؟! المهم أن الخبر السار الوحيد الذي سمعته عن أحوال مجتمعنا كان انخفاض أسعار الطماطم .. والذي علق عليه أحد الأصدقاء قائلا: «من جناننا حتى المجنونة عقلناها». للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة