أعتقد أن أفضل ما قدمته تقنية الاتصالات لنا لا يتمثل في سرعة الاتصال بالآخر، أو التواصل مع العالم، ولا في القدرة على معرفة الجديد والوقوف على الأحداث ثانية بثانية، ولكنه يتمثل في كشفها العجيب والمدهش لطبيعة وغرائبية مجتمعنا. ولأدلل على ذلك، تذكروا كيف كنا كئيبين وتعساء ولا نعرف الضحك لدرجة توقعنا معها أننا مجتمع مأساوي، حتى هلت رسائل الجوال علينا، وتحديدا بعد هزيمتنا بثمانية صفر، حيث اشتعلت قريحة المجتمع السعودي، وكشف عن موهبة المرح والطرافة وخفة الدم. وتذكروا أيضا، كيف كنا نظن من شدة الضخ الإعلامي أننا مجتمع ملائكي، لا فقراء، ولا جانحين، ولا متطرفين حتى انقلب الواقع حين هل اليوتيوب وبدأت المقاطع المجنونة تنهال بكثافة عجيبة، مصورة لقطات غير معقولة عن تضاريس المجتمع السعودي كانت غائبة عنا. بل حتى رسائل sms للقنوات الفضائية، والمشاركات في برامج fm، والمشاركون في المسابقات والدردشة، وحتى الحوار مع طبيب اليوم ومفتي السنة، فإن اللاعب الأبرز فيها هو المواطن السعودي الخجول، الذي كان منكفئا على نفسه سنوات طويلة، وهو يرد المركز والأطراف. ها نحن الآن تغيرنا، وخلعنا جلدنا، وصرنا مختلفين، ولكن إلى أين نحن ذاهبون؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة