لا أريد أن أكون متجنيا على شريحة كبيرة من أبناء هذا المجتمع، وأصمهم هكذا وبجرة قلم أنهم أبناء وصناع مجتمع الأزمات، ولكن كل ما نصادفه في حياتنا القصيرة والتي آمل أن لا تكون صغيرة، يجعلني أصل إلى هذه القناعة القاسية.. بالفعل نحن أبناء مجتمع الأزمات. ليس هذا فقط في الكوارث والنوائب والمواسم.. من موسم اختبار الثانوية حتى موسم شراء مقاضي رمضان، ولكننا في الآونة الأخيرة صرنا نجعل أزمة مما هو ليس أزمة، ولتتأكدوا من كلامي حدقوا معي في المشهد العام طوال السنة الماضية. بدأنا بأزمة الأرز والحليب وهللنا حولها كثيرا، ووصلنا إلى درجة اليقين بأننا نكاد ننقرض بسبب ندرة الأرز حتى أننا فكرنا أن نشتري محاصيل دول كاملة، وربما إنشاء مزارع للأرز في بعض الدول المعروفة بإنتاجه. وما إن انتهى هذا المسلسل الرزاوي حتى بدأ مسلسل السكر، وصرنا نسمع تحليلات كثيرة عن هذا الموضوع تصل حد الرعب من طغيان الملوحة على حياتنا في ظل انعدام وجود السكر. وأيضا انتهى هذا المسلسل مثلما بدأ، ولكن ليس لنرتاح قليلا، ولكن لكي يتيح المجال لمسلسل الحديد لكي يغزو حياتنا، وصرنا جميعا مشغولين بالحديد. حتى الذين ليسوا في حاجة له أعلنوا عن تضامنهم مع المتضررين من ارتفاع أسعار الحديد؛ لأنهم تأثروا بأصداء هذا الارتفاع بشكل أو بآخر. وغدا، سوف نفاجأ بأن أزمة الحديد مفتعلة، وعندنا منه ما يكفي أمة وليس بلدا واحدا. ليبدأ بعد ذلك مسلسل أزمة جديدة، وليس مستغربا أن تكون أزمة أكسجين، فمتى ينتهي كل هذا، ونعود مثل خلق الله مجتمعا عاديا محصنا ضد كل هذه الأزمات والأكاذيب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة