يحاول العديد من الأبناء إقناع آبائهم بالاقتران بزوجة ثانية، بغية أن يجدوهم في أفضل حال، لما للزوجة من دور كبير في استقرار حياة الرجل، ويعود ذلك لوفاة زوجته السابقة أو تقصيرها في خدمته. «عكاظ» طرحت وبحثت مع العلماء والمشايخ حكم إقناع الابن بتزوج أبيه من ثانية؟، وهل ذلك يؤثر على حياته؟. وخرجت بالسطور التالية: لا حرج عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (رحمه الله): إذا رأى الولد حاجة أبيه إلى زوجة ثانية كما لو كان شديد الغلمة أو كان يحب كثرة الأولاد أو رأى أن زوجته الحالية قد أسنت أو رأى منها عدم البشر والطلاقة والقيام بحقوقه فلا حرج عليه في هذه الأحوال أن يسعى لأبيه في التزوج بأخرى، يحصل منها على المؤانسة ويلقى منها راحة في النفس ويرزق منها أولادا صالحين فله أجر على ذلك وعليه إقناع والدته وبيان أن للرجل أن يتزوج إلى أربع، وأن حق كل واحدة سوف يأتيها كاملا ولا يحق لها أن تغضب على أمر قد شرعه الله وأباحه بشرط العدل والقدرة على النفقة والمساواة بين الزوجات في الحقوق، أما إذا خاف من والده الجور والظلم على زوجته الأولى والنقص في حقها فليس له مساعدته في مثل هذا الزواج بل عليه حثه على الصبر وأداء ما وجب عليه من الحقوق. صورة فردية عادل الجهني (داعية): تزويج الابن لأبيه من الصور الفردية التي لا تعمم، وقبولها ورفضها يحددها الحيثيات والأسباب الداعية لمبادرة الابن بتزويج أبيه. البر بالوالدة د. إحسان المعتاز (الأستاذ المشارك في جامعة أم القرى): «تزويج الابن لأبيه لا تتناول من الناحية الفقهية قدر تناولها من جانب البر بالوالدين وخصوصا الأم، وحق الوالدة وكما هو معلوم أكبر بثلاث مرات من الوالد تجاه الابن، لذا لا ينبغي أن يدخل الابن نفسه في هذه المسألة حفاظا على علاقته مع أمه، ويمكن أن يأتي الوالد بالزوجة لنفسه دون اللجوء إلى أضيق الطرق باستخدام الابن، وتختلف المسألة في حال وفاة الوالدة ولا سبيل لنشوء الحزازات، وبالتالي يمكن للابن في هذه الحالة البحث عن العروس لوالده».