عبد الله الزهراني يعقب في رسالته على مقال (التوقيع عن رب العالمين) الذي نشر في هذا المكان الأسبوع الماضي، وكان المقال ينتقد أولئك الذين يوبخون الكتاب الذين يحاجون في الفتوى الصادرة عن هيئة العلماء حول تحريم عمل المرأة في المحاسبة، بحجة أن أولئك العلماء يوقعون عن رب العالمين ومن ثم لا ينبغي مراجعتهم. وورد في المقال الإشارة إلى أن القول بالتوقيع عن رب العالمين شاع بين الناس وكثر في أيامنا هذه من خلال قراءاتهم لكتاب ابن قيم الجوزية (أعلام الموقعين عن رب العالمين). لكن هذا القارئ يقول إن ابن قيم الجوزية وظف تلك الصفة في كتابه ليحذر العلماء «من التجرؤ بالقول على الله بغير علم، وليس كما يظن البعض من أن المراد من ذلك التسليم للعالم والأخذ بقوله عدم مناقشته كما لو أنه معصوم. فهذا القول مرفوض عند أهل السنة ولا يقول به أحد، وخلاصة القول إن قبول قول العالم والمفتي من عدمه يدور على ثبوت الدليل صحة وعدما». شكرا للأخ عبد الله على تعقيبه القيم، وليت أولئك المستخدمين لعبارة ابن قيم الجوزية يقرؤون تعقيبه ليعرفوا الفارق بين فهمهم السطحي المتطرف، وفهمه العقلي الواعي. مساعد بن سيف الدين الشيشكلي يبدي شكره مثنيا على المقال السابق (التوقيع عن رب العالمين)، كما يعبر عن أمنيته أن يكون قد قرأه كثيرون، كي يتعلم الناس وتنتشر المعرفة. وأنا بدوري أشكر القارئ مساعد على رسالته وأشاركه الأمنية. عبير أعتذر، يا عبير، عن عدم تحقيق ما تطلبين، فالتنويه الذي تشيرين إليه يعني، في لغة الصحافة، إعلانا عن المحل لا بد من دفع ثمنه. بسام البسام ما أكتبه هو (للكبار)، الذين يستطيعون فهم الدلالات ويدركون الإشارات ويفرقون بين المجاز والحقيقة. أما الصغار، الذين متى غاب عنهم الفهم انقلبوا إلى تخطئة الكاتب، فهؤلاء لا تعنيني مخاطبتهم.