قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي: «إن الرابطة ستتابع تكوين الهيئة العالمية للإعلام من جديد، وذلك بما يتناسب مع المرحلة الراهنة، وأنها تستعد لعقد المؤتمر العالمي الثاني للإعلام والذي يتصل بالأهداف الكلية للمؤتمر الإعلامي العالمي الأول الذي عقدته في جاكرتا». وأكد الدكتور التركي في مؤتمر صحافي عقد أمس في مقر الرابطة قبل انعقاد مؤتمر مكة العام «التحديات الإعلامية في عصر العولمة»، أن الأمة بحاجة ماسة لنهوض الإعلام، وهو يحتاج إلى إيجاد الكفاءات المتخصصة، موضحا أن ذلك من مهمات وزارات الإعلام ومؤسساته. ويقام المؤتمر بعد غد (الخميس) برعاية خادم الحرمين الشريفين، ويفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، في مقر الرابطة، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة. وكشف الدكتور التركي عن أهداف المؤتمر، موضحا أنه يتيح فرص اللقاء والحوار، وتبادل المعارف والخبرات، سعيا لتنسيق جهود الإعلاميين في العالم الإسلامي، وتدارس الواقع الإعلامي لدى المجتمعات المسلمة مقارنة بما وصل إليه التطور العالمي اليوم، للإفادة من الفرص والتعرف على طبيعة التحديات، والإسهام بتوجيه المسار الإعلامي فهما وممارسة نحو الأخلاق والقيم المثلى لما فيه خير العالم وصلاحه، وتحقيق المساندة الإعلامية المنظمة لمهمات العلماء وبرامج المنظمات الإسلامية تجاه الحملات والافتراءات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين، مشيرا إلى أن من أهم أهداف المؤتمر إيجاد صيغ عملية للتعاون بين مؤسسات العمل الإعلامي في الدفاع عن قضايا المسلمين، وإرساء قواعد التفاهم والحوار بين شعوب العالم. وأوضح الدكتور التركي أن المؤتمر يأتي استشعارا من الرابطة بأهمية المتغيرات التي تحيط بالعالم الإسلامي من جراء التطورات التقنية في ميدان الاتصالات، وما تحدثه من آثار في مستوى الوعي البشري «منذ أن تفجرت ثورة المعلومات تغير العالم ولم يعد إلى ما كان عليه»، مشيرا إلى أن قضايا الإعلام والاتصال تدخل في صلب اهتمامات الرابطة منذ إنشائها، انطلاقا من الأهداف التي رسمت لها، منها رفع مستوى الوسائل الإعلامية والدعوية والتربوية والتعليمية والثقافية لدى المسلمين، وزيادة إنتاجية العمل فيها، مبينا أن الرابطة نظمت عام 1400ه المؤتمر الإسلامي العالمي للإعلام الإسلامي في جاكرتا، وكانت له آثار مبهرة، وحقق نتائج ملموسة، وكان آخر مؤتمرات الرابطة الإعلامية المؤتمر الذي عقدته في صنعاء العام الماضي بعنوان «الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة على الدين». وطالب الدكتور التركي التركيز على القضايا الرئيسة للأمة، وفي مقدمتها وحدة المسلمين، مشيرا إلى أن الحج صورة عظيمة وحقيقية لوحدة المسلمين، ولا بد من استثمار الإعلام لهذه الحقيقة في توحيد الصف الإسلامي، مبينا أن الملك عبد العزيز دعا إلى عقد مؤتمر مكةالمكرمة الأول عام 1343، بهدف جمع كلمة المسلمين، ودعم تضامنهم ووحدتهم، وتجسيدا لمعاني الإخوة الإسلامية، مؤكدا أن الرابطة تسعى من عقد دورات مؤتمر مكةالمكرمة إلى تحقيق الأهداف الكلية والكبرى للأمة الإسلامية، مشيدا بدعم قادة المملكة لأعمال الرابطة ومؤتمراتها ومناشطها، معربا عن اعتزازها بثقة قادة المملكة التي عبر عنها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الكلمة التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر الرابطة في شعبان الماضي بمناسبة 50 عاما على تأسيسها.