عاشت الجماهير السعودية ليلة حزينة بعد خروج الهلال والشباب من نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم البارحة الأولى، إذ كانت تمني النفس بنهائي سعودي للمرة الأولى في تاريخ البطولة بعد أن أنفق الهلال ما يقارب نصف مليار ريال سعودي لترميم صفوفه بالتعاقد مع جيرتس ب 53 مليونا ومرورا بالسويدي ويلهامسون والذي اشترى الهلال بطاقته ب 52 مليون ريال، إلى جانب التعاقد مع البرازيلي نيفيز ب 75 مليونا، والكوري لي ورادوي ب 38 مليونا، وشراء مهاجم الوحدة عيسى المحياني ب 16 مليونا، وتم دفع مثلها لياسر القحطاني مقابل بقائه في الفريق لعقد جديد، فيما تم صرف باقي المبالغ في تجديد باقي عقود اللاعبين المحليين ومكافآت تحفيزية ومعسكرات خارجية. في الوقت الذي صرف الشباب على فريقه أكثر من مائة مليون في التعاقد مع فوساتي والتجديد لأبناء عطيف والبرازيلي كماتشو والتعاقد مع المدافع تفاريس والأرجواني أوليفيرا، ومع ذلك خسر الهلال إيابا أمام ضيفه ذوب أهان أصفهان الإيراني 0-1 على ستاد الملك فهد الدولي في الرياض أمام نحو 69 ألف متفرج، وهي النتيجة ذاتها للقاء الذهاب في أصفهان. كما سقط الشباب أمام مضيفه سيونغنام إيلهوا الكوري الجنوبي 0-1 إيابا، ولم ينفعه فوزه في لقاء الذهاب 4-3 ليخرج بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين. وتبخر الحلم السعودي بأن يكون النهائي سعوديا خالصا أو على الأقل وصول أحد الفريقين إلى النهائي. ويتعين على الفرق العربية انتظار البطولة القارية المقبلة لاستعادة الكأس التي فازت بها في النسخات الثلاث الأولى عبر العين الإماراتي (2003) والاتحاد السعودي (2004 و2005). ذهب اللقب بعد ذلك إلى شرق آسيا عبر شونبوك الكوري الجنوبي (2006)، وأوراوا رد دايموندز الياباني (2007)، وغامبا أوساكا الياباني (2008)، قبل أن يعيده بوهانغ ستيلرز إلى كوريا الجنوبية في 2009 بفوزه في النهائي على الاتحاد. وانتقد عدد من النقاد الكرويين، أن الهلال «قدم أسوأ مباراة له هذا الموسم، وأن لاعبيه كانوا في حالة يرثى لها باستثناء البرازيلي تياغو نيفيز»، وحملوا المدافع أسامة هوساوي مسؤولية الهدف الذي أطاح بأمل التأهل. جاءت الضربة القاضية الإيرانية عندما أخطأ عبدالله الزوري في رقابة ظهير أيمن ذوب أهان الذي أرسل كرة عرضية ليلتقطها البرازيلي كاسترو مستغلا هفوة أسامة هوساوي في إخراج الكرة وسددها مباشرة أرضية على يسار الحارس حسن العتيبي مسجلا هدف الفوز في الدقيقة 55. واكتملت الدراما في ستاد الملك فهد حين طرد حكم المباراة الأوزبكستاني رفشان ارماتوف ظهير أيمن الهلال الكوري الجنوبي لي بيونغ يو لضربه الإيراني محمد رضا خلتعبري بطريقة غير مشروعة أثناء إخراجه للكرة لعلاج أحد زملائه في الدقيقة 71. وتخشى الجماهير الهلالية من «انتكاسة» تشابه التي أصابت الاتحاد السعودي في الموسم الماضي عندما انهار الفريق عقب الاخفاق القاري بخسارته في نهائي البطولة أمام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي في طوكيو، ففقد توازنه لفترة وفقد لقبه بطلا للدوري المحلي. لم توفر جماهير الهلال الغفيرة غيريتس معتبرة أنه فشل في توظيف عناصر الفريق الرابحة في المباراة، فضلا عن اتهامه بالمخاطرة والزج بالمهاجم الدولي ياسر القحطاني على رغم عدم جهوزيته الفنية إذ أنه عائد من إصابة.