يعود الوفد الإسلامي العالمي اليوم إلى بكين بعد زيارة لمنطقتي شينجانغ وكنسو، تضمنت مدن أروميشي وكاشغر ولان تشو وقاسو، زاروا خلالها عددا من الجمعيات والمعاهد والمساجد الإسلامية، منها معهد العلوم الإسلامية في مقاطعة كاسو، والتقوا بالمسؤولين والمسلمين فيها. ويلتقى الوفد غدا في بكين مع قادة الأديان الخمسة في الصين، ومقابلة رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. ويعقد رئيس وأعضاء الوفد في ختام زيارتهم إلى الصين يوم الجمعة مؤتمرا صحافيا يعرضون فيه ما توصلوا إليه من نتائج خلال زيارتهم للصين والتقائهم بالمسؤولين فيها والمسلمين. وكان الوفد قد زار البارحة الأولى، مسجد عيد كاه (بني منذ 560 عاما)، وأدى صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا، والمشروع التجديدي للمباني القديمة في منطقة كونا شهر. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي في حديثه ل «عكاظ» أن الزيارة عززت التعاون بين الرابطة والجمعية الإسلامية الصينية لخدمة المسلمين الصينيين، مشيرا إلى أن أبرز ما يميز الوفد مع المسؤولين في الحكومة الصينية وقيادات الإسلامية هو الحوار والانفتاح والتعاون، وتبادل وجهات النظر، موضحا أنها عالجت قضايا مهمة في ظل الاتفاق على تعاون مشترك، مبينا أن المسلمين فرحوا كثيرا عندما رأوا إخوانهم في البلاد الإسلامية يأتون إليهم ويتحدثون معهم ويقدمون لهم النصح، فتعاونوا مع الوفد لحل المشكلات التي تواجههم، وهذا رفع من معنوياتهم، وأشعرهم بأن أخوانهم حريصون عليهم. وأكد أن الزيارة قوت العلاقات مع الصين على المستويين الرسمي والشعبي، خاصة ما يتعلق بالمسلمين وفهمهم للدين، وتعاملهم مع الآخر، والتعاون مع المؤسسات التي تعنى بقضاياهم، مبنيا أن للصين علاقتها ومكانتها مع الدول الإسلامية، معربا عن سعادته باهتمام الحكومة الصينية في منطقة سينجانغ تنمويا واقتصاديا، التي يزيد عدد المسلمين فيها عن النصف. وأشار التركي إلى أن الوفد الإسلامي يهمه إيجاد صلة وثيقة مع حكومة شينجانغ، والتركيز على الجانب الديني للمسلمين، فيما يتعلق بمعرفة أمور دينهم، وبناء المساجد، والمعاهد، والمدارس الإسلامية، وتزويدها بالكتب الإسلامية، التي تنمي ثقافتهم الشرعية الصحيحة، وكيفية تعاملهم مع الآخرين، وتدريب الأئمة، وتقديم المنح الدراسية. وأكد التركي أن الوفد الذي تشكل من قبل المجلس التأسيسي للرابطة للقيام بمهمة تقوية علاقاتها مع الدول الإسلامية والأقليات المسلمة، نقل صورة عن الرابطة وأعمال مجالسها إلى المسؤولين والمسلمين الصينيين، واستمع إلى ما لديهم من أفكار ورؤى تتصل بمهمة الرابطة، باعتبارها تمثل الشعوب والأقليات الإسلامية، مبينا أن الرابطة وسيط لمعالجة الأمور ووسيط لنقل المشكلات إلى الجهات المختصة في الدول العربية والإسلامية. وقال الدكتور التركي: «إن الرابطة لديها برامج تتعلق بالأقليات الإسلامية ومواجهة التحديات التي تواجه المسلمين، لذا لا بد أن يكون المسؤولون في الرابطة على صلة مستمرة بمختلف الدول في البلاد الإسلامية وخارجها، وهو عمل مستمر لأن عملها الأساسي إجراء المزيد من الصلات والعلاقات وبحث المشكلات وإبداء الرأي والنصيحة في أي مجلس يتعلق بمهمة الرابطة». من جانبه، أوضح رئيس الحكومة الشعبية لمنقطة شينجانغ نوري بكري أن المنطقة في تطور مستمر، مبينا أن بها عشرة ملايين مسلم، و250 ألف طالب جامعي، و24 ألف مسجد، ويزداد عدد الحجاج منها سنويا، مؤكدا أن حكومة شينجانغ لها اهتمام بالمنطقة التي تشهد تعايشا بين المسلمين وغير المسلمين. وأكد رئيس الجمعية الإسلامية الصينية في بكين الشيخ هلال الدين يوان بأهمية الدور الذي يقوم به الوفد، موضحا أنها زيارة تاريخية تعزز العلاقات بين مسلمي الصين والمسلمين.