ساعد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي في تهدئة صعود قياسي في أسعار النفط، وكبح أيضا جماح انخفاض قياسي في الأسعار ونجح في استعادة مصداقية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد تضررها. ويحظى النعيمي بالاحترام للمهارة والبراعة اللتين يتعامل بهما مع سياسات «أوبك». وبالنسبة للصحافيين المعنيين بتغطية أخبار «أوبك» الذين لاحقوا النعيمي في ردهات الفنادق الفاخرة على مستوى العالم، فإن إجراء مقابلة معه «سبق صحفي»، وكل كلمة ينطق بها لهم ترسل على الفور إلى وكالات الأنباء. وقال سداد الحسيني المسؤول الكبير السابق في شركة أرامكو السعودية: «النعيمي يقوم بعمل رائع، الجميع في المملكة يقدرونه ويضعونه في مكانة رفيعة». وتولى النعيمي منصبه الوزراي عام 1995م بعد أن قضى نحو نصف قرن يعمل في «الشركة» ويصعد سلمها الوظيفي، وبدأ العمل في «أرامكو» وهو في الثانية عشرة من عمره وكان ساعيا ورعته «الشركة» ليحصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدة، ثم أصبح في نهاية المطاف المدير التنفيذي للشركة. وقال النعيمي للصحافيين في أوائل هذا العام خلال اجتماع ل«أوبك» في فيينا: إنه حين بدأ كان ينقل الأوراق من مكتب إلى آخر. وتابع: إنه لا يزال ينقل الأوراق من مكتب إلى آخر. وقال سكرتير له: «إنه رجل ذكي ويعرف السوق جيدا عن ظهر قلب، السوق لا يمكن أن تخدع النعيمي أبدا. لقد شق طريقه إلى أعلى درجات السلم وهذا ما يكسبه احترام الجميع. لم يصل إلى هذا بسهولة بل عمل بجد من أجل تحقيقه». تتجلى صفة الانضباط التي يتحلى بها النعيمي في التدريبات الرياضية التي يمارسها في الصباح، واعتاد الصحافيون مرافقة النعيمي أثناء ركضه قبل تناوله الإفطار على الطريق الدائري حول فيينا. وفيما كانوا يلهثون وراءه سأل النعيمي ذات يوم من كانوا يرافقونه من الصحافيين، إن كانوا شاهدوا فيلم «12 رجلا غاضبا» الذي تمكن فيه أحد المحلفين من إقناع باقي المحلفين بأن المتهم غير مذنب؟. وكان المغزى من حديثه أنه من بين الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في «أوبك» لديه من العناد ما يمكنه من إقناع غيره بحجته. وواجه النعيمي واحدا من أكبر التحديات في مشواره العملي حين انخفض سعر النفط إلى نحو 30 دولارا للبرميل في ديسمبر عام 2008 بعد أن ارتفعت أسعاره بشكل قياسي حين اقترب سعر البرميل من 150 دولارا في يوليو من العام نفسه.