دعا أكاديميون مختصون إلى ضرورة إعادة النظر في أساليب التوعية الصحية بالأمراض المزمنة (داء السكري، القلب، والضغط)، خصوصا أن دائرة المرضى في توسع ملحوظ. وطالبوا بوضع خطط محكمة ومدروسة في إيصال التوعية بالطرق العلمية بعيدا عن الأساليب التقليدية التي لا تشجع الأفراد في متابعتها. انتشار أوسع ورأى الأكاديمي الدكتور عبد الرحمن حمزة كماس أن الأمراض المزمنة في المجتمع السعودي بدأت تنتشر أكثر من السابق، مطالبا بإعادة النظر في جميع البرامج التوعوية التي تنفذها القطاعات الصحية، واستمرار الحملات الصحية التي تتناول التعريف بالأمراض وكيفية الوقاية منها. وأشار كماس إلى أن الأمراض المزمنة لا تقل أهمية عن الأمراض المعدية في مكافحتها والوقوف عليها، حيث كرست الدول العالمية بما فيها الخليجية جل اهتمامها بمكافحتها باعتبارها قاتلة، بينما بينت الإحصائيات الطبية أن الأمراض المزمنة المسبب الرئيس للوفيات في الدول النامية. زحف الأمراض ويتفق الأكاديمي الدكتور ماجد الصالح مع الرأي السابق، ويقول: معظم الدول العالمية تمكنت من وقف زحف الأمراض المزمنة، بينما نجد في المملكة أن دائرة المرض في توسع مستمر، لافتا إلى ضرورة إعادة الرؤية التوعوية للمكتب التنفيذي لصحة الخليج، حيث إن الأمراض المزمنة لا تقتصر على صحة السعوديين فقط، بينما صحة الخليجين بشكل عام. وطالب الصالح بضرورة وضع خطط صحية لمكافحة الأمراض المزمنة تنفذها جميع وزارات الصحة الخليجية، وألا تقتصر التوعية على الأيام العالمية كما هو الحال في الأمراض المعدية، فيجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بأمراض السكر والقلب والكلى والضغط وسرطان الثدي الذي بات يهدد السعوديات أكثر من السابق. صحة الخليج وتعليقا على ما ذهب إليه الأكاديميون قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، صحيح أن الأمراض المزمنة انتشرت أكثر عن السابق وخصوصا في مجتمعنا السعودي، ولكن هذا لا يعلل فشل البرامج التوعوية التي تنفذها وزارات صحة الخليج، فالوزارت تبذل جهودا كبيرة في مكافحة الأمراض سواء كانت مزمنة أو معدية، وهناك خطط واستراتيجيات وضعت للبرامج التوعوية بجانب الحملات الصحية والأيام العالمية، ولكن هناك أمور أخرى ساهمت في توسع دائرة الأمراض المزمنة أهمها أن دول مجلس التعاون مرت بقفزة حضارية كبيرة وهو ما انعكس على المستوى المعيشي للفرد ورفاهيته، وبجانب ذلك فإن الأمراض المزمنة مرتبطة بعوامل أخرى مثل السمنة وقلة النشاط البدني وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة والعامل الوراثي. وأضاف «مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون قد ناقش مشكلة انتشار الأمراض المزمنة من خلال ثلاثة قرارات في مؤتمراته، حيث تضمنت هذه القرارات إعادة تنشيط اللجان الخليجية، ومراجعة الخطط الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة كالداء السكري والقلب والكلى، ووضع البرامج والأنظمة الصحية الأولية والثانوية، مع تبني برامج توعية خاصة بهذه الأمراض ضمن برامج التوعية لمكافحة الأمراض غير المعدية، ووضع نظام للمراقبة الوبائية والرصد والتقييم لجميع الأمراض المزمنة، وتبني أساليب جديدة لتقديم الخدمات الصحية لرعاية مرضى الأمراض المزمنة مثل العيادات المصغرة المتخصصة في الرعاية الصحية الأولية، وتفعيل دور المراكز الصحية وتطويرها في هذا الصدد وقائيا وعلاجيا وتأهيليا، وتبني مفاهيم الرعاية المشتركة للأمراض المزمنة، والاشتراك الفعال للأطباء وجميع الكوادر الصحية». خوجة أكد أن اليد الواحدة لا تصفق، وبالتالي فإن الجهود المبذولة يجب أن تكون بين الطرفين وهما الجهات الصحية والمجتمع، حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الكثير من الأمراض المزمنة يمكن تجنبها من خلال التقيد بالسلوكيات الصحية والابتعاد عن كل ما يضر أجسادنا.