طالب مجموعة من الطلبة المبتعثين للدراسة في كولورادو في الولاياتالمتحدةالأمريكية بإنشاء ناد سعودي في الولاية يجمعهم ويقرب بينهم أثناء سنوات الغربة والبعد عن أرض الوطن، والتقت «عكاظ» مجموعة منهم لمعرفة كيف يقضون أيام رمضان بعيدا عن الأهل وكيف قضوا شهر الصيام كذلك. وقال فهد سيف السبيعي الذي يحضر رسالة الماجستير: التعرف على ثقافات أخرى يدفع بطالب العلم لفهم العالم بصورة أوضح، ولكن ذلك لا يمنعنا كمبتعثين من الشوق والحنين للوطن خصوصا إذا كان كالمملكة العربية السعودية. وفي هذه الأيام نزداد شوقا وحرقة للأجواء الرمضانية في بلادنا، ونحن كمبتعثين نواجه بعض الصعوبات في شهر رمضان، لكن التآخي بين الطلبة السعوديين والخليجيين يضفي نوعا مما اعتدنا عليه، كما أننا نشعر بفرحة رمضان عند اجتماعنا مع بعضنا البعض بشكل يومي في هذه الأيام، حيث نخفف عن بعضنا الشعور بالغربة، والأهم استقبال مكالمات الأهل والأصدقاء. كما تحدث ل «عكاظ» الطالب وارد الجعيد الذي يحضر رسالة الماجستير في أمريكا قائلا: في شهر الصيام معظم الطلبة في الجامعة من ديانات مختلفة فتراهم يأكلون ونحن صائمون، الأمر الذي يجعل الصيام شاقا علينا نوعا ما، وشهر رمضان هنا في أمريكا يغير رتابة شهور السنة، فالحياة اليومية تتغير بشكل كامل تقريبا، حيث يجتمع الأصدقاء قبيل أذان المغرب لتحضير مائدة الإفطار المتواضعة، وغالبا ما يكون ذلك في عطلة نهاية الأسبوع، وصلاة التراويح في أحد مساجد المدينة يجعل الطابع الديني يطغى على القلوب، بعد ذلك يجتمع بعض الطلاب في أحد المنازل لتجاذب أطراف الحديث أو بالأحرى مشاهدة المسلسلات الرمضانية عبر الأقمار الصناعية أو الإنترنت ثم نبدأ في تحضير السحور. ويضيف الجعيد: تحدث الكثير من المواقف الطريفة والمضحكة في هذه الأيام، ومن أكثر المواقف حدوثا ما تكون ذات علاقة بالطعام، فإما أن يكون الطعام بغير الشكل المطلوب فيحرم طاهيه من الطهي مرة أخرى، لتتغير مهمته في المجموعة تلقائيا إلى غسل الأطباق، ذلك غير حوادث الطهي التي تحدث، وفي رمضان تزداد علاقتنا بالمطبخ أثناء محاولاتنا صنع بعض الأطباق الرمضانية التي لطالما اعتدنا عليها. وقالت مريم الدوسري المبتعثة للدراسات العليا في أمريكا أيضا: بخلاف معظم الآراء التي قد يتقاذفها المغتربات والمغتربون عندما يتحدثون عن تجربتهم خلال شهر رمضان، فإنني أجد تجربتي ممتعة وذات طابع مختلف، تحمل في طياتها لحظات من السعادة والتعاون، في سبيل تأمين أجواء مزادنة بالبهجة، على غرار الأجواء العائلية الرائعة التي اعتدنا عليها طيلة الأعوام الماضية، فإن التجربة الحالية مزدانة بصدق عواطف الحب والإخاء، نتجمع سوية على بعد آلاف الأميال ونتعاون سوية على إعداد ما لذ وطاب لنتقاسم مفهوم السعادة على موائدنا الرمضانية، وتجتاحنا في بعض الأحيان مشاهد من الأمس، فنشتاق لأهلنا وأحبتنا، وترتسم اللهفة على قلوبنا، فالماضي يجتاح عقولنا بصوره الرائعة، لكن وبكل صراحة، شهر رمضان بدون (شوفة الوالدة موشي). كما تحدثنا إلى الطالب قصي العوض الذي وصف حاله أيام رمضان بعيدا عن أهله: في بداية وصولي لأمريكا أحسست باختلاف جذري كبير، حيث إنني لم أشعر بشهر رمضان بتاتا، فالأجواء مختلفة والعادات كذلك مختلفة، ولكن تواجد إخوتي وزملائي المبتعثين خلق بيننا أجواء رمضانية جميلة، رغم أننا نعاني ضغوطات ساعات الدوام والدراسة، حيث إن شهر رمضان كالأشهر الأخرى في أمريكا، نحضر 7 ساعات يوميا في الجامعة، كذلك قال زياد السديري: نقضي رمضان هنا وقلوبنا مملوءة بالشوق والحنين للقاء أهلنا ومشاركتهم فرحة الشهر الفضيل، خصوصا أننا لم نشعر بالأجواء الرمضانية هذه السنة، كما أن أيام شهر رمضان هنا يوم روتيني من أيام الدراسة المعتادة هنا. وأجمع الطلاب المبتعثون في الولاياتالمتحدةالأمريكية على طرح اقتراح للملحقية السعودية عبر «عكاظ» بإيجاد ناد سعودي للمبتعثين في ولاية كولورادو دنفر ليتسنى لهم الاجتماع بشكل دوري وإحياء الأجواء الرمضانية وممارسة الأنشطة الثقافية واستغلال أوقات فراغهم بما يناسبهم كسائر الولايات الأخرى التي تحتضن الأندية السعودية.