يشهد شهر رمضان تحرك عادات غذائية لدى المواطنين بعد خمولها طوال العام، ومن أبرزها تجارة المشروب الحجازي «السوبيا» التي تحظى برواج كبير خلال الشهر ويعلن عنها على أرصفة الشوارع والطرقات. ويحرص الكثير من السعوديين على تأمين السوبيا المعروفة منذ عشرات السنين بمذاقها المكاوي والمديني على مائدة إفطارهم الرمضاني. يقول عبد الله الطيب (معلم تربية بدنية) مع بداية شهر رمضان أحرص على جلب مشروب السوبيا يوميا من مكةالمكرمةوجدة، حيث ارتبط مذاق السوبيا بإطلالة شهر الصوم. فهد العريشي (شاب من القنفذة) يحرص على استثمار مبلغ مالي في جلب وتسويق مشروب السوبيا، يتحدث عن تجربته: «أحرص كل عام على توفير مبلغ مالي أو الاستدانة في بعض الأحيان واتفق مع التجار في جدةومكة لشراء السوبيا»، مضيفا أنها تدر عليه دخلا ممتازا. ويرى سلطان الغامدي (30 عاما) أنه بدأ في تسويق مشروب السوبيا وبيعها على أرصفة الشوارع العامة في الباحة منذ دخول شهر رمضان وهي عادة سنوية دأب على ممارستها، يقول: «ليس لدي عمل رسمي، وأحاول الاستفادة من بيع مشروب السوبيا الذي يشهد إقبالا متزايدا من المواطنين والمقيمين، ما يؤمن لي دخلا أستطيع من خلاله توفير مبلغ مالي لمستلزمات العيد». ويضيف الغامدي «استخدم سيارتي الخاصة لتسويق بضاعتي، كاسرا بذلك خجل العمل، خصوصا بعد قناعتي بضرورة ملء وقت الفراغ بما يعود علي وعلى أسرتي بالنفع».