يبدو أن مسمى (الثقافي) الذي ألحق بالأندية الأدبية، قد أدخل الضيم عليها حيث أغرى بعض المسؤولين عنها باعتماد مناشط ثقافية لاتمت إلى الأدب وفنونه بصلة، وقد كان حريا بتلك الأندية الأدبية أن تفرغ لما أسست من أجله، وأسندت لها مسؤولية الاهتمام به، بحيث تدور مناشطها على الأدب وفنونه وقضاياه، وهي في مجملها مسائل لو أن الأندية الأدبية فرغت لها وأعطتها حقها من الاهتمام والبحث لكانت أكثر إخلاصا لما تتناوله وأكثر دراية بما تتعاطاه. لقد حول المفهوم الهلامي (للثقافة) الذي تم إلصاقه بالأندية الأدبية، مناشط بعض الأندية الأدبية إلى نشرات توعوية يجوز لها أن تناقش الإسعافات الأولية، والتحرش الجنسي بالأطفال، وزواج الصغيرات، وأنواع التمور، وأسرار العبقرية !، وحتى لايقال إن الأدب تعرض لعملية اختطاف في عقر داره يتم تزيين ماسبق بما يمكن اعتباره اكسسوارا أدبيا باهتا، لنأتي على صورة (كولاج) اختفت منها الملامح !، مايحدث أن بعض من وضعنا بهم الثقة لاحتضان الشعر والقصة والرواية والنقد، تخلوا عن هذه المهمة وأصبحت بعض الأندية الأدبية مكانا لمن لامكان له!. ولنراجع بعد هذا الوجع كله بعض الأسباب الحقيقية وراء هذا الاختطاف، والتي تكمن في عدم الوعي بالدور الأساسي للمؤسسة الثقافية المعنية بالأدب، والتي أصبح بعض منسوبيها يرون أن من واجباتها الاهتمام بالمجتمع الذي هو عازف من الأساس عن حضور مناشط الأندية الأدبية !، ومن ثم فرض تلك الأنشطة الهزيلة على كاهل ذلك النادي المسكين والذي أصبح يعمل في كل اتجاه إلا الأدب. والسبب الآخر يتمثل في تلك العقلية التي تدير المشهد الثقافي وعدم وعيها بالدور الحقيقي للنادي الأدبي، وإلا فهل سمعنا بمركز للشؤون الصحية يرعى أمسية شعرية أو قصصية !، بل هل حضرنا مؤتمرا للنقد الأدبي ترعاه جمعية تاريخية أو جغرافية !، بينما نقرأ من يبشر بملتقى للتأريخ والآثار يرعاه النادي الأدبي!. والصورة ليست سوداوية إلى هذه الدرجة مع صدور (لائحة الأندية الأدبية) الجديدة، والتي خلت من (ثقافي)، لنستبشر بها خيرا بخروج الأدب وفنونه من هذا النفق المظلم !!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة