عندما اجتمع الشاعر قاسم حداد والروائي أمين صالح ليصدرا بيانا من أجل حداثة الكتابة، اختارا لهذا البيان عنوان (موت الكورس)!! كان الهدف من هذا البيان هو استفادة الشعر والرواية من التقنيات الجمالية لكل منهما، لتظهر إلى الوجود نصوص أدبية لا تخضع للتصنيف الحاد الذي أوجد الهوة بين الأنواع الأدبية، مع احتفاظ كل جنس أدبي بجمالياته الخاصة به، فكل فنون القول هي كينونة لغوية في النهاية، وفي هذا السياق تذكر عالمة الجمال الألمانية كونراد أن الشعر (هو العالم وقد تحول إلى لغة). التلاقح بين الأنواع الأدبية هو ما بشر به (أدونيس) من خلال ما أسماه ب(نص المستقبل)، فإذا كان هذا الاندماج والاستفادة الجمالية على مستوى النص الأدبي، فما بالنا نصر على الأحادية والتوحد على مستوى الفعل الثقافي! هذا ما ألحظه في رؤى بعض المثقفين والمثقفات من الرفض أو التردد من فكرة إقامة المراكز الثقافية التي ستذوب بداخلها المؤسسات الثقافية المتشظية لتغدو كتلة ثقافية واحدة تحقق التنوع والاندماج مع بعضها البعض، فنحن نعيش عالم التكتلات الكبرى والكيانات الصغيرة لن تستطيع الصمود أمام التجمعات القوية!! فكرة المراكز الثقافية فكرة تجمع ثقافي يستفيد الزائر له في زيارة واحدة من كل المناشط القائمة، نلمس ذلك من خلال سفرنا للخارج، فعندما أسأل عن فعالية ثقافية؟ أجد أن من أهم المعالم الرئيسة للمدينة هو مركزها الثقافي، الذي يجمع كل ما تود زيارته وحضوره من أمسيات ثقافية إلى معارض تشكيلية ومسرح وصالات عرض سينمائية وعروض موسيقية! الحلم بإيجاد مراكز ثقافية لا بد أن يتحول إلى واقع يلم شتات متفرقا من فعاليات متعددة لم تسهم إلى الآن بأن تكون محركا فاعلا لثقافة أو فكر مجتمعي، ليبرز السؤال الأهم لماذا؟ وعند محاولة الإجابة سيتم تبادل الاتهام واللوم من قبل البعض على جهة لا يرأسها، دون أخرى يرأسها يرى أنها المتن وغيره الهامش! عند وجود مثل هذه المراكز الثقافية أتمنى على وزارة الثقافة والإعلام أن تكون أكثر حرصا عند الاختيار أو التعيين لجمعيتها العمومية هذه المرة، وألا نلدغ من الجحر مرتين!!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة