أنهى المؤشر العام للسوق السعودية تداولات النصف الأول من العام على تراجع طفيف بلغت نسبته 0.46 في المائة، فاقدا 28 نقطة، مغلقا عند النقطة 6093 ليتخلى بذلك عن المستويات التاريخية التي نجح فى تخطيها خلال تلك الفترة، إذ تمكن المؤشر في بداية العام أن يتخطى حاجز ال 6220 نقطة وظل يعمق من مكاسبه حتى اخترق مستوى ال 6500 نقطة، ثم دشن رحلة صعود جديدة نجح خلالها في تثبيت أقدامه فوق مستويات ال 6900 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008. وبالرغم من حالة الانخفاض التي تعرض لها المؤشر خلال النصف الأول، إلا أنه يعد من أفضل الأسواق الخليجية أداء، كما أنه امتاز بأفضلية أداء مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي. وبدأت مرحلة الانخفاض الحادة التي هزت مؤشر السوق فور ارتفاعه إلى أعلى مستوياته عند 6943 نقطة، ثم هوى بحدة في مايو الماضي إلى 5760 نقطة ليعاود الانطلاق منها إلى مستويات 6465 نقطة لم ينجح بالبقاء عندها ساعد في ذلك تواتر الأنباء السلبية للأسواق العالمية التي تأثرت بالمخاوف من عودة الركود الاقتصادي إزاء الأزمة المالية الأوروبية وبالتالي تأثر مستويات الطلب على النفط مع ارتفاع نسب البطالة وتباطؤ النمو في الصين وأمريكا واليابان. وجاء أداء هذا الأسبوع امتدادا لأداء السوق خلال الأسبوع الماضي، لكنه اختلف عنه بتعرض المؤشر لانخفاض حاد، خصوصا يوم الثلاثاء الماضي، حيث فقد 166 نقطة مقتفيا أثر الأسواق العالمية بالإضافة إلى عدد من العوامل المحلية التي زادت من حدة المزاجية السيئة والتي بدورها ساهمت بزيادة ضغوط البيع ومنها إعلان طرح شركتين للاكتتاب العام وهي إسمنت الجوف وشركة أبناء عبدالله الخضري في أوقات مختلفة من هذا العام. كذلك كان لقطاع المصارف دور رئيس في تهاوي المؤشر بعد كثافة الأسهم المباعة من مستثمري القطاع فور صدور تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي والذي بين انخفاض نسبة الأرباح المجمعة للبنوك السعودية بنسبة 12 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وبالتالي لم يكن هناك ما يشفع لبقاء المؤشر ضمن مستوياته التي ارتفع إليها، فضلا عن تحقيقه أي ارتفاع، بيد أن الأمور قد تأخذ في التحسن خلال تداولات الأسبوع المقبل، فالسوق تترقب بدء إعلان نتائج الشركات للربع الثاني من هذا العام، حيث صدرت توقعات عدد من الشركات المالية لنتائج الشركات ومنها تقرير شركة هيرمس المالية والذي توقع تحسنا ملموسا بنتائج بعض الشركات الكبرى ومنها سابك والاتصالات السعودية والراجحي المالية والكهرباء، كما توقع التقرير أن تظهر نتائج شركة سابك متضمنة أرباحا صافية بمقدار 5.25 مليار ريال ما يسهم في عودة جاذبية السهم وعودته إلى خانة الأرقام الثلاثة لتزايد ثقة المستثمرين بأداء الشركة وقدرتها على المحافظة على تحقيق الأرباح القياسية التي اعتادت تحقيقها. فنيا تشكل نقطة 6025 نقطة دعما مهما لا يحبذ كسره والارتداد منه، خصوصا لتخطي مقاومة 6190 ثم 6249 نقطة حيث إن البقاء عند هذه المستويات له دلالة جيدة لمواصلة الارتفاع لمقاومة 6465 وتحقيق مقاومة جديدة عند 6645 نقطة، لكن الإخفاق في تخطي 6245 سيكون له أثر سلبي حاد. ووفقا لمجريات القراءة الفنية لتحركات مؤشر السوق، فإن إيجابية الأداء أكثر ترجيحا بغض النظر عن أداء الأسواق العالمية، إذ قد تتجاهل السوق ما يحدث في تلك الأسواق إذا ما ظهرت النتائج للربع الثاني قوية وتعزز من عودة المؤشر إلى مستوياته التي ارتفع إليها خلال الفترة الماضية من هذا العام، مع التوقع بمساهمة فعالة من أسهم قيادية في الرالي المتوقع لشركات الاتصالات السعودية وموبايلي والراجحي والكهرباء وسافكو وصافولا وسامبا.