أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته الأسبوع الماضي على تراجع وعلى كافة الأصعدة الثلاثة (اليومية، الأسبوعية، الشهرية)، متوقفا عند خط 6093 نقطة، بعد تسجيله قاعا على مستوى 6082 نقطة، وبذلك أعطى عدة إشارات متباينة بين السلبية والإيجابية، ولكن في مجملها تفيد بأن السوق ربما تتأخر في بناء المسار الصاعد الجديد، وما زالت تبحث عن قاع أكثر قوة وصلابة من مستوياته الحالية، ومن أبرز تلك المؤشرات شطب جميع مكاسبها نصف السنوية، ووضع المؤشر العام على المحك من كسر قاع المسار الأخير والمحدد عند مستوى 6068 نقطة بالتزامن مع تراجع سهم سابك، الذي هو الآخر كسر قيعان سابقة، وشهد في الدقائق الأخيرة من الجلسة السابقة نوعا من البيع المكثف، مما يعطي انطباعا بأن أغلب الشركات سبقت سابك والمؤشر العام في الهبوط، ويؤكد ذلك تهميش تلك الأسهم حركة المؤشر العام في حال توقف السوق عن الهبوط العمودي مع بداية الجلسة على تراجع. أما في حالة مواصلة تلك الشركات في الهبوط، فإن الوضع يختلف، فلن يتمكن أي سهم من التمرد على المؤشر العام سواء الأسهم التي تملك محفزات أو غيرها، أما البقية من الأسهم فإنها ستتراوح في مستويات معينة حتى يتم تحديد الموقف الأخير لسهم سابك من الهبوط، لتبدأ معه من جديد. إجمالا، السوق مهيأة لتحقيق ارتداد اليوم في محاولة لمسايرة أسواق العالم المالية التي افتتحت أغلب جلساتها الأخيرة والمتزامنة مع الإغلاق الأسبوعي على ارتفاع، ولكنها وحتى كتابة هذا التقرير مازالت تنتظر نهاية الإغلاق الذي تتبعه السوق المحلية بشكل مباشر، ولكن في حال الارتداد سوف يكون فرصة لتخفيف الكميات وترتيب المحفظة من جديد، خاصة لو جاء الارتداد مبالغا فيه، فمن أبرز الأسباب التي تربك المتعاملين، وبالذات المستثمرين منهم، الهبوط القاسي والصعود المفاجئ، فالسيولة الاستثمارية تبحث عن مؤشرات هادئة في سوق مستقرة تبنى على ضوئها القرار الاستثماري وليس كما يحدث حاليا، وبالذات في السهم الذي يعتبر الخيار الأول لتلك السيولة وهو سهم سابك، والذي يعتبر المحرك الحقيقي له الذي شهد في الفترة الماضية تقلبات حادة من سعر 38 ريالا إلى أكثر من سعر 108ريالات، وفجأة يهبط إلى سعر 76 ريالا ثم إلى سعر 96 ريالا والآن على سعر 85.75 ريال، ويعطي إشارة أولية بالوصول إلى سعر 71 ريالا، ولكن تأهب السيولة الانتهازية غالبا ما تتدخل وتغير مسار السوق مؤقتا؛ نظرا لضعف أداء صانع السوق في عمل توازن، فهناك قطاعات حققت أهدافها من الهبوط وأخرى قاربت، فلذلك مازالت السوق في حالة انتظار وترقب لما يجري حولها؛ نظرا لغياب المحفزات باستثناء أرباح الربع الثاني من العام الجاري 2010م والتي من المتوقع أن تبدأ اليوم الشركات في إعلانها. مازالت السيولة الانتهازية هي من يتحكم في تحديد مسار السوق، وذلك من خلال سيطرتها على أغلب الأسهم القيادية، فكما أوضحنا سابقا حركة سهم سابك الذي يعاني من الهبوط والارتفاع بسبب تحويله إلى سهم مضاربة بدلا من سهم استثماري، فمن المتوقع أن لا تتركه السيولة الانتهازية يأخذ دورته التصحيحية الكاملة، حيث تدخل إلى شرائه وتخرج قبل تحقيق أهدافه مما يفوت فرصة على السيولة الاستثمارية في الدخول والخروج وفق الأسعار العادلة.