استطاع شيخ قبائل بلجرشي محمد بن مصبح، تنفيذ مشروع تقليص المهور في المحافظة بنسبة 70 في المائة، بعد أن عكف إثر تعيينه شيخا لقبائل بلجرشي عام 1419 على تنفيذ هذا المشروع، بالاتفاق مع أهالي بلجرشي وعرفائها، لمساعدة الشباب على الزواج. ويواصل الشيخ بن مصبح سعيه لإيصال مطالب أهالي محافظة بلجرشي إلى المسؤولين، حيث يطمح في التعاون مع الجهات ذات العلاقة لإيصال المياه إلى كل منزل في المحافظة، فيما يظل هاجس فتح طرق جديدة مسيطرا على تفكيره، إلى جانب سعيه الدؤوب لإصلاح ذات البين في قرى المحافظة. ولد الشيخ محمد بن مصبح بقرية الجلحية في محافظة بلجرشي في عام 1364ه. درس في المدرسة السلفية (كتاتيب) القرآن والحديث والفقه والعلوم الشرعية والأدبية، ومكث فيها ثلاث سنوات، التحق بعدها في عام 1377 بالتعليم النظامي في المدرسة السعودية في بلجرشي. سافر لاحقا إلى المنطقة الشرقية، والتحق بالثانوية الصناعية في الدمام، وحصل منها على دبلوم كهرباء. وعين بعد تخرجه في شركة أرامكو على وظيفة مساعد مهندس كهرباء في عام 1386، وقرر رئيسه آنذاك ابتعاثه لدراسة اللغة الانجليزية لمدة سنتين، ومن ثم إرساله إلى أمريكا للحصول على الثانوية العامة والتحضير لدراسة هندسة الكهرباء، لكنه رفض وترك الشركة. اتجه ابن مصبح إلى الرياض بحثا عن عمل آخر، والتحق بشركة الجفالي (أبكو)، وكان أول سعودي يعمل فيها، فعين في قسم الاتصالات وتدرب ستة أشهر على تركيب الهاتف الأتوماتيكي لأول عشرة آلاف خط هاتف في المملكة على أيدي مهندسين سويديين، واختاروه فيما بعد ليكون معاونا لهم في الشركة والمشروع. وفي تلك الأثناء، زار وزير المواصلات آنذاك محمد عمر توفيق المشروع لافتتاحه، وفوجئ بأن محمد بن مصبح هو السعودي الوحيد العامل في المشروع، وطلب من أحد مهندسي الوزارة الاهتمام به ومتابعته لمدة سنتين، وبعدها بعثت الوزارة قرارا للشركة بابتعاثه للسويد لخمس سنوات، إلا إنه كان قد تزوج حينها فرفض البعثة، وطلب نقله إلى جدة ليكون قريبا من زوجته وأهله إلا أنها رفضت، فقدم استقالته وانتقل إلى جدة.