ينتشر الباعة الجائلون القادمون من سوريا والأردن بسياراتهم على امتداد الطريق الدولي الذي يربط دول الخليج العربي بالأردن وسورية ولبنان، ابتداء من الدمام، مرورا برفحاء وحتى القريات. هؤلاء الباعة تخصصوا في بيع البضائع الشامية، من حلويات وأطعمة وملبوسات شتوية ومفارش وتحف وألعاب للأطفال، متخذين من هذا الطريق سوقا حرة لتجارتهم. يمارس هؤلاء الباعة نشاطهم التجاري بحرية خالية من القيود على الطريق الدولي، بخلاف داخل المدن التي يزاولون النشاط فيها في حدود أضيق، حيث تلاحقهم البلديات، وتطبق عليهم الغرامات المالية، بدرجات متفاوتة من التشدد بين مدينة وأخرى. يقول البائع محمد الديري البالغ من العمر 50 عاما: «الغريب أن تمنعنا بعض البلديات من البيع، على رغم أن السلع التي نبيعها منتجة في مصانع معروفة، وتحمل تواريخ صلاحية جديدة، وسمحت بدخولها المنافذ السعودية بعد تفتيشها بدقة». وأكد البائع المتجول أبو سعيد الحاج أنهم كباعة يحرصون على زيادة نشاطهم في فصل الشتاء،لأن ذلك يتيح لهم بيع الملابس الشتوية المعروفة بغلاء أسعارها في السعودية. وبين البائع أبو خليل أنهم يتنقلون بين المدن بحثا عن الرزق، وقال : «لا نعود إلى أهلنا حتى بيع الكميات التي نحملها معنا، لذلك تطول فترة عملنا أحيانا، ما يكبدنا مبالغ إضافية في التنقل بين أكثر من مدينة». ويتحدث بائع آخر عن معاناتهم في السعي وراء أرزاقهم، ويقول: «نتعب كثيرا من أجل لقمة العيش، إذ نتنقل بين مدن عدة وقد لا نجد رزقنا في أي منها، فنبحث عنه في غيرها، ونجد من يقطع رزقنا بمنعنا من البيع في المدن، كما نعاني من برودة الجو التي تجمدنا على أطراف المدن الشمالية». وعن الشكوك في صلاحية الحلويات والأطعمة التي يبيعونها، قال: «أحرص على عدم إخفاء تاريخ الصلاحية، من أجل كسب ثقة الزبائن بي». المواطنون لهم آراء شتى حيال الباعة الجائلون، فبينما رفض المواطن هاشم الشمري الشراء من هؤلاء الباعة، بحجة أن بضائعهم الغذائية لا تحفظ بشكل صحيح، إذ أن سياراتهم غير مجهزة لنقل المواد الغذائية، طالب المواطن فايز العنزي بأن يخصص موقعا لهؤلاء الباعة يمارسون فيه تجارتهم، ليراقب بشكل مباشر من الأمانات، بهدف ضمان صلاحية بضائعهم، ويطمئن من يشتري منهم.