ودعت أمس الأول عسير فاطمة علي أبو قحاص، أشهر سيدة في المنطقة في مجال النقش العسيري المعروف باسم (القط). أبو قحاص الملقبة بعميدة النقش العسيري، ووريت مثواها عن عمر يناهز 88 عاما إثر معاناة طويلة مع المرض، تاركة بصمات سحرية في الفن العسيري خلدت عبرها أشهر لوحات تراثية في المنطقة، ووصلت إلى منصات التتويج على مستوى المملكة، وساهمت في تخليد فن القط العسيري المعروف في الأماكن العامة، وفي المهرجانات والمحافل الدولية. كما قدمت الراحلة لوحة علقت على مدخل أشهر الفنادق والمنتجعات السياحية في عسير، لتكون معلما تراثيا يراها زوار المنطقة من أنحاء العالم. فاطمة سخرت جزءا كبيرا من وقتها وحياتها لخدمة هذا الفن التراثي الصعب، الذي يأخذ وقتا وجهدا ويحتاج إلى ذوق رفيع في تنسيق ألوانه وتنسيق خطوطه المترابطة بأسلوب بديع ينم عن خبرة حقيقية صقلتها أعوام طويلة وممارسة يدوية على أرض الواقع. ونالت أبو قحاص جائزة أبها للخدمة الوطنية في مجالها الفني المميز في إحدى السنوات الماضية، ويقول عنها عدد من المقربين إنها لا تنفك تتمرن على هذا النوع من النقش في معظم الوقت على الورقة والقلم، وهي تعتبر من مجددات فن القط في منطقة عسير وأحد أهم الركائز التي منحته استمرارا.