تألقت الفنانة التشكيلية فاطمة فايع في النقش والزخرفة والألبسة العسيرية بشكل لافت للأنظار، حيث أبدعت بأناملها في العديد من اللوحات والتحف والقطع الأثرية. فلم تكتف بتلك الأعمال اليدوية بل سخرت ركنا كاملا بمنزلها لمزاولة النقش على جدارياته، حيث تعلمت فن النقش العسيري على يد الرائدة فاطمة أبو قحاص، وتربت على تلك الفنون التراثية المتألقة. “المدينة” التقت الفنانة فاطمة فايع لتتعرف على تجربتها في ها النوع من الإبداع. تقول فاطمة: قضيت فترة طويلة وهذا الفن يستهويني وبعد ذلك قمت بنقش أول لوحة قبل عدة سنوات بتشجيع من زوجي لأنه مهتم كثيراً بالتراث بالإضافة إلى أنه ابن للرائدة في النقش العسيري فاطمة أبو قحاص وبعد الانتهاء منها وبتشجيع من زوجي واصلت العمل في هذا الفن المتميز. حيث أصبح هواية بالنسبة لي ومنحني فرصة أن أكون امرأة منتجة، كما جعلني أساهم في الحفاظ على فن النقش العسيري الذي كاد يندثر لأن اهتمام الناس به لم يعد كما كان عليه في السابق. وعن طموحاتها تقول: أطمح أن يعود هذا الفن إلى كل بيت عسيري ويجد رواجا وأن يهتم به الباحثون والفنانون مثله مثل بقية الفنون الأخرى. ففن النقش العسيري أصلا عبارة عن جداريات فنية لتزيين المنازل من الداخل وتظهر فيه ذائقة المرأة واهتمامها بجمال بيتها وزينته.. وتحول الآن إلى لوحات فنية ونقش على الأواني والتحف مع زيادة توافد السواح على منطقة عسير لرغبتهم في اقتناء شيء من المنطقة. وعن إنجازاتها ومشاركاتها الفنية قالت فايع: لدي ركن خاص بأعمالي في بيتي وشاركت في معرض فنانات عسير في مركز المفتاحة في مدينة أبها، وشاركت في معرض في الرياض برعاية رئيسة جمعية سند الخيرية. أما بالنسبة للألبسة التقليدية فقد شاركت بمعرضين ضمن الأيام الثقافية السعودية في الجزائر وشاركت مع مؤسسة منسوجات في العرض الذي قدموه أثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادي في مدينة جدة وكذلك شاركت بعرض في الليلة العسيرية العام الماضي في أبها. وعن تقييمها لإقبال أهل المنطقة على النقش العسيري، قالت فايع: مؤخرا أصبح أهالي منطقة عسير يهتمون بالنقش في بيوتهم، ولكن للأسف أصبحوا يستأجرون من يشتغل هذا الفن من العمالة الوافدة فيفقد هذا الفن حسه الفني ويشوهونه رغم أنه قيمة حضارية وثقافية خاصة. لذلك نتمنى أن تهتم الهيئة العليا للسياحة بهذا الفن وتشجع النساء اللاتي يعملن فيه. وتضيف: أرى أنه على المؤسسات التي لها علاقة بثقافة المجتمع وتراثه الالتفات إلى هذا النوع من الفن، لأن عدم العناية به وحمايته يؤدي إلى انقراضه والقضاء على ما تبقى منه في البيوت القديمة العسيرية. كما أن عدم تشجيع الفنانات اللاتي يعملن في هذا المجال سيكون خسارة لتراث فني هام ونادر. وأتمنى أن يتم إيقاف العمالة الوافدة التي تقوم بنقش بعض الفخاريات بذائقة غير بيئية وتحط من قيمته وتشوهه، وللأسف قد ملأت السوق بأعمال ليس فيها حس البيئة ولا تنتمي إلى هذا الفن العريق.. وأعتبر هذا العمل اعتداء على تراثنا يجب على الجهات المختصة الوقوف ضده، وضد كل من يحاول العبث به خصوصاً أن هذا الفن يستهوي الزوار الأجانب خاصة من الدول الأوربية، حيث يحرصون على شرائه واقتنائه.