رأى المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود بن علي الشيخي أن الحركة الثقافية في المملكة وصلت إلى النضج، بعد تهيئة البيئة الخصبة والمناخ الملائم لتألقها محليا وعربيا وعالميا من قبل القيادة والمسؤولين عن الثقافة، معتبرا في الوقت نفسه أن النهضة الثقافية ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تشهدها المملكة. وأبرز الشيخي عبر حديثه ل«عكاظ» المستوى المشرف الذي وصلت إليه الحركة الثقافية من ازدهار وتقدم، بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أولى الثقافة كل الاهتمام والعناية مما ساعد في تهيئة البيئة الخصبة والمناخ الملائم لتألقها محليا وعربيا وعالميا». وأفاد أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وظّف حصيلته الثقافية والفكرية في تعزيز دور الوزارة للمضي في تنفيذ هذه التوجيهات، التي وضعت المملكة عبر ما تزخر به من ثقافة وحضارة وفكر في مقدمة دول العالم، ناهضا بدعم الأنشطة التي تعرف بدور المملكة الريادي في الثقافة، والاهتمام بها، حيث كان للوزير خوجة دور بارز في هذا الاتجاه، فنجد معرضا للكتاب هنا، وأسابيع ثقافية هناك، مما يدلل على أن هذا الاهتمام لا ينصب في الحركة الثقافية على مستوى المملكة، بل على مستوى الأقطار العربية والأجنبية لبيان شموخ هذه الحركة الثقافية التي تسير داخل إطار التشريعات والتعاليم الإسلامية ووفق آليات من الحفاظ على العادات والتقاليد العربية الأصيلة. ولفت الشيخي إلى أن من ملامح تفوق الحركة الثقافية السعودية في الآونة الأخيرة، اتجاه الإعلام إلى الاهتمام بالأنشطة الثقافية الكبرى مثل مهرجان الجنادرية الذي يتجدد ثوبه سنويا باستضافة نخبة من كبار المفكرين والمبدعين من داخل الوطن العربي وخارجه، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة متواصلة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، الذي يأمل بفضل هذه الاستعدادات أن يصنع هذا العرس الثقافي ما يليق بعراقة وتواجد المملكة وحضورها في المشهد الثقافي. وشدد الشيخي على أهمية النبوغ الإبداعي السعودي في الشعر والرواية والقصة والنقد، والذي صنعه التوهج الإعلامي المرئي والمسموع والمطبوع وحركة النشر التي تعدت حدود المملكة عبر المطبوعات الثقافية والجوائز الكبرى التي تحمل أسماء الأعلام السعوديين في كافة المجالات وغيرها من التجليات التي تبرز حقيقة تميز الثقافة السعودية. وقال الشيخي: «إن النهضة الثقافية في المملكة ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية في السنوات الأخيرة، والتقدم الذي تسير في ركابه على الأصعدة والمستويات كافة، ويأتي من ضمن هذه المنظومة رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الإسلامية في الرياض أخيرا، والذي دعت إليه الهيئة العامة للسياحة والآثار بمجهودات حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الذي يحمل هموم الحفاظ على هذا التراث الزاخر الذي تنعم به المملكة والوطن العربي والإسلامي. ولاحظ أن الحركة الفكرية والثقافية في المملكة تقف على أرض صلبة هي التراث العربي والإسلامي مع انفتاحها بوعي على النظريات والمعطيات الغربية الحديثة، لتستفيد من هذه التيارات دون أن تنصهر فيها وتفاعلت مع الثقافات الأخرى لتؤثر فيها، وصار لها شأن فاعل وتجليات حاضرة في الوجدان والعقل العربي من محيطه إلى خليجه عبر العديد من الأعمال الإبداعية للكتاب السعوديون التي تعكس ملامح التقدم والنهضة في المملكة. وخلص المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي للتأكيد أن من مؤشرات عمق الثقافة السعودية تسلحها بما أتاحه الدين الإسلامي الحنيف من التعددية وحرية الفكر والتعبير، ومن ثم فقد سارت الثقافة إلى الأمام وفق مسارات كثيرة وتعددت تجلياتها بين مهرجانات وجوائز دولية ومنتديات ووسائل إعلام متطورة، ودور نشر كبرى ومواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت، وجامعات على أعلى مستوى، وغير ذلك من شتى المظاهر الثقافية.