تلوح في الأفق بوادر معركة حامية الوطيس بين «جامعة أم القرى» من جهة، و «الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان» من جهة أخرى، على خلفية تقرير أعده القسم النسوي للجمعية في منطقة مكةالمكرمة، رفضته الجامعة «شكلا ومضمونا» بل وصفته ب«المخالف للواقع، والمتسرع، وفيه الكثير من المغالطات، ويفتقد للحقائق العلمية، وما ورد فيه من ملحوظات أمر يدعو للاستغراب، وغير صحيح» ( صحيفة المدينةالمنورة، 14 جمادى الآخرة 1431ه، ص 3). من حق الجامعة أن تدافع عن نفسها، ومن حق الجمعية أن تبدي ملحوظاتها على أي مؤسسة تقدم حقا من حقوق الإنسان، لكن الجمعية متهمة الآن بست تهم: مخالفة الواقع، والتسرع، والمغالطات، وافتقاد الحقائق العلمية، وملحوظاتها تدعو للاستغراب، وغير صحيحة، إلا أن ما يدعو للاستغراب من وجهة نظري هو: أن هذه أول مرة تستخدم مؤسسة حكومية سعودية، هذا الأسلوب في الرد، متملصة من مسؤوليتها الحقوقية.. من قرأ رد الجامعة كما جاء على لسان عميد شؤون الطلاب فيها عبدالعزيز بن رشاد سروجي يستغرب، ويتأسف، على هكذا أسلوب: تشكيك، وعدم مصداقية، وتبرؤ من أي ملحوظة، وما عهدت جامعة سعودية، أو أي مؤسسة حقوقية سعودية، تدافع عن نفسها بهذا الأسلوب، فهل الانفعال وراءه؟ أم محاولة إقناع الرأي العام بأن «كل شيء على ما يرام».؟ وقفت متعجبا، لم تصدق عيناي ما تقرآن، ولا أعتقد أن الجمعية في حالة عداء مستحكم مع الجامعة، كما أن الجامعة ليست فوق مستوى النقد، إذ هي مؤسسة حكومية لها إيجابيات وعليها سلبيات، والجمعية معنية بالحفاظ على حقوق الإنسان، كما أن الجامعة من حقها أن تفند ما جاء في تقريرها، ولكن ليس بهذا الأسلوب، الذي لو انتهجته أي مؤسسة تزورها الجمعية، وتقف على ما فيها من أخطاء، لكثرت، ولما وجدت من يساعدها على العلاج، والتحسين، والتطوير، وهذا هو الهدف الذي ينبغي أن يفهم من وراء جولات جمعية حقوق الإنسان، أو هيئة حقوق الإنسان. إذا كان العميد أخذ على الجمعية «عدم علم الجامعة مسبقا بالزيارة، وفوجئت بصياغة التقرير في وسائل الإعلام، وكان هناك تهجم واضح على الجامعة، واتهام بنقص الخدمات في السكن» فهل كان من الضروري جدا إعلام الجهة المقصودة بالزيارة بالموعد ؟ وهي تقوم بمهمة تقصي حقائق ؟ ولماذا ؟ هل لاستقبال الجمعية بالورود والزهور ؟ أم لوضع اللمسات الأخيرة لما قبل الزيارة ؟ وإلا يكون تقريرها مشكوكا فيه ؟ ذاك فهم خاطئ ينبغي تصحيحه. أعتب على العميد، وأرجوه أن يعتذر، إذا كان يعتقد هو أن أسلوب رده، يستحق الاعتذار، فما أريد إلا أن تكون صورته مشرقة. دعوا الجمعية تعمل، ولا تشككوا في عملها، وردوا عليها بالتي هي أحسن. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة