تناقلت وسائل الإعلام خبرا أثار الكثير من التعليقات، وبمناسبة ذكر التعليقات أجدها فرصة لأنوه بمدى انكباب مجتمعنا على عشق التعليقات على الأخبار، فلا تكاد تجد خبرا أو مقالا أو صورة أو مقطعا مرئيا إلا وتجدنا أكثر شعوب الدنيا تعليقا عليه، بشكل يحتاج إلى فئة من المختصين يدرسون سر تعلق مجتمعنا بهذه الخدمات الإعلامية التفاعلية، ورصد تلك التعليقات التي قد تساعد على تفسير بعض الظواهر التي لم نجد لها تفسيرا حتى الآن. يقول الخبر إن إحدى الأمهات اقتحمت مدرسة ابنها بسلاح رشاش لمنع أي أحد من أخذه منها، لا نقاش في هذا الجرم، في أول يوم تم تداول الخبر مجردا من أي بعد إنساني، امرأة تقتحم مدرسة ابتدائية لإخراج ابنها، هذه هي زاوية الخبر من وجهة نظر الباحثين عن السبق الإعلامي بعيدا عن أية مسؤولية اجتماعية، لكن ماذا يقول الخبر من زاوية إخبارية أخرى لا تغيب جميع عناصر الخبر واضعة في الحسبان الضمير والمسؤولية التامة تجاه مجتمعنا الذي قام يلعب به العبث الإعلامي كما تلعب الريح بشراع سفينة، يقول الخبر إن الأم تعرضت لضرب مبرح على يد زوجها أفضى بها إلى أحد عنابر المستشفى، ثم أرادوا أن يكملوا مسلسل تعذيبهم لها ليخبروها بأنهم سيأخذون ابنها منها، كما قال أحد الحقوقيون وعضو مجلس الأمان الأسري أن تلك المرأة وصلت لمرحلة نفسية لا تحاسب عليها، وقد طالب جزاه الله خيرا بإطلاق سراحها. هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي يتعرض لها بعض النساء بحاجة إلى وقفات عاجلة من قبل الجهات المختصة، قبل أن تصل لمرحلة يصعب معها السيطرة عليها أو علاجها، المرأة عندما تصبح أما تصل لدرجة من الضعف لا تريد معها إلا السلامة والعيش بجانب أبنائها بسلام، ترك الحبل على الغارب للرجال في مخالفة قوانين الشرع والتهديد بسحب الأبناء من أمهم موجود في مجتمعنا ولا يجد من يتحدث عنه، بل يصل الأمر لدرجة أن الأم قد لا تجد مساندة من أهلها في حماية حقها بالاحتفاظ بأطفالها، وقد تصل بهم شدة الغضب والخصومة إلى جذب الأطفال من حضن أمهم / ابنتهم ورميهم في وجه أب لا يعرف من المسؤولية سوى اسمها، لظنهم أن ذلك يشكل ضغطا عليه، متناسين أن القلب الأكثر احتراقا هو قلب الأم. [email protected]