ثورة المعلومات الهائلة في الأعوام الأخيرة أفقدت الجميع قدرتهم على التركيز مع هذه الأخبار بواقعية، حتى الإعلاميون أنفسهم، انجرفوا مع تيار تسارع المعلومات وتدفقها فلم يعودوا يكترثون بكتابة خبر مهني مكتمل الضوابط. وبعض وسائل الإعلام تقصد بشكل متعمد تشتيت الأفكار عن خبر معين أو عن نقطة معينة داخل الخبر، كما أن بعض وسائل الإعلام تصر حتى الآن على التعامل مع القارئ بأنه ذاك الإنسان السطحي الذي يمكن أن يصدق بسهولة. صحفنا مثلا تتبنى تغطية بعض الأخبار بشكل مكثف ينحصر في زاوية ضيقة على الرغم من كثافته الهائلة، أو ينحاز دون قصد مع طرف مهملا الطرف الآخر الذي قد يبدو هو الأحق بهذا الدعم الإعلامي. كان خبر اقتحام سيدة لمدرسة برشاش لأخذ ابنيها، خبرا صادما وموجعا، يفتح الكثير من الملفات الأسرية المهملة، ملفات تركناها حتى أصبحت تطل برأسها بين الفينة والأخرى. جميعنا ضد هذا التصرف، وضد حمل السلاح أيا كان حجم الخلاف كبيرا، ولكن هناك الكثير من الخفايا، كنت أتمنى من صحافتنا ألا توقف الخبر عند هذا الحد غير الكافي وغير المنصف. ما الذي يجبر الطرف الأضعف على أن يخرج عن طوره ضاربا بالقوانين والأعراف عرض الحائط؟! كتبنا كثيرا عن وضع المرأة في العلاقة الزوجية، كتبنا عن مشكلة تعليقها لأعوام حتى تفقد طعم الحياة، كتبنا ضد استخدام سلاح موجع لأي أم في العالم، نادينا بأعلى أصواتنا بسن قوانين وأنظمة اجتماعية تحمي الأمهات من التهديد بحرمانهن من أولادهن. ليتكم تعرفون شعور الأم المهددة بأخذ أطفالها من بين يديها، فهي تصل إلى درجة لا تستطيع التفكير معها بأي شيء آخر سوى حماية أطفالها ، فلا تركزوا على تناول الأخبار من زاوية واحدة لا تحقق الحياد. دققوا فيمن تصورونهم على أنهم مجرمون، لربما كان وراء الكواليس مجرم أكبر، عندما تنشرون أخباركم أتمنى أن تحظى الأم بقسوة إعلامية أقل، لأنها أم!