ثقافة مجتمعنا ورطتنا في الكثير من السلبيات التي لو حاولت فهمها أو البحث في أسبابها ربما أصابتك إعاقة فكرية غير قابلة للشفاء، مجتمع تجد فيه النقيضين متجاورين، أحدهما مستهجن والآخر مرحب فيه، تجد الفتاة الطبيبة أو الممرضة في مجتمعنا نصائح ومضايقات يومية خوفا عليها من مخالطة الرجال، بينما في المكتب المجاور لمكتبها طبيب (رجل) يستقبل الكثير من النساء دون أن ينصح بحجة الاختلاط. يهاجم الكثير من أفراد مجتمعنا الأسواق التي فتحت الأبواب لاستقبال النساء كموظفات «كاشير» بحجة الخوف من الاختلاط، بينما في الجانب الآخر منها زميلها الرجل يستقبل الكثير من النساء. أعرف أن ماقلته قد قيل تكرارا ومرارا ولكن يبدو أن هناك حلقة مفقودة للتواصل بيننا، لا أحد يريد أن يتفهم موقف الآخر، كل ذلك يحدث لأن هناك سباقا محموما نحو أمكنة النفوذ والتنفذ في مجتمعنا، جدل وصراعات وتصعيد غير مبرر للخوف من الآخر أن يكون له نصيب من النفوذ، لا مجال للمشاركة والعمل تحت مظلة وطن واحد، كل فئة تبحث عن أكبر نفوذ ممكن لخطف القرار وتسيير المجتمع وفق مصالحها، الكل في مجتمعنا يركض نحو الجلوس تحت مظلة نفوذ تؤمن له قضاء مصالحه وحقوقه دون تعب وشقاء. كن ذا نفوذ وتمتع برحلة سعيدة في رحاب هذا الوطن المعطاء دون أن تخاف من أن ينغص عليك أحد. كي تفهموا ما أتحدث عنه سأنقل لكم جزءا من خبر يتحدث عن تجار التأشيرات كما ورد في موقع العربية الإخبارية «تاجر التأشيرات هو شخص يتمتع بنفوذ غير عادي يحصل على عدد من التأشيرات مقابل مبلغ لا يتجاوز الألف ريال لكل تأشيرة، لكنه يقوم ببيعها بمبالغ تصل لأكثر من عشرة آلاف ريال لكل تأشيرة»، في السابق كان يكفيك أن تكون شخصا تملك نفوذا لتتمتع بالرحلة دون منغصات، أما الآن فيجب أن تملك نفوذا غير عادي، وفي الأيام القادمة لابد يكون نفوذك غير عادي جدا! [email protected]