تبلغ ابنتي من العمر ثمانية أعوام، وهي أكبر من أخويها، ومع ذلك تخاف أن تنام مع إخوانها دون وجود من يكبرها سنا، وإذا دخلت غرفتي وهي مستيقظة وأغلقت الباب، تصرخ وترفض أن أغلق الباب على نفسي، حتى لو كانت هي تجلس بين إخوانها، وعندما اسألها عن سبب تصرفاتها تشير إلى أمور من باب الخيالات والتهيؤات، مثال أن اللص سيدخل غرفتي أو غرفتها إذا أغلقنا الباب أو نامت بين أخويها، حاولنا كثيرا أن نفهمها أن ما تتحدث عنه إنما هو خيالات لا وجود لها بتاتا، وعليها أن تتأكد من زميلاتها ومن مدرستها، لكنها مصرة على الاستمرار في حالها، ولا أدري هل سيستمر معها أم سينقص مع نموها، مع العلم أن ابنتي ممتازة في دروسها ونشاطها المدرسي. أم علي جدة أولا: ليس للتفوق الدراسي علاقة بوجود المخاوف لدى الأطفال، بمعنى أن المتفوق ليس شرطا أن يكون بدون مخاوف، كما أن المخاوف لا تناقش منطقيا فهي مخاوف في أساسها غير منطقية، والكثير منها عادة يتراجع ثم يختفي مع التقدم في العمر، ولو أن بعضها قد يدوم لدى الشخص ولكن كثيرا ما تتراجع حدته مع الزمن. ما تحتاجه ابنتك هو البحث عن الدافع الحقيقي للمخاوف، وهل هي سلوك لا شعوري المقصود به الحصول على مزيد من الأمن بوجودك أم لا، وإن كان الواضح من رسالتك أنها تعاني فعلا من هذه المخاوف.. نصيحتي لك أن لا تنهريها ولا تحقريها، ولا تقللي من أهمية مخاوفها؛ لأنها تمثل حقائق من وجهة نظرها ولو أنها مجرد أوهام بالنسبة لك، حاولي دائما طمأنتها، ومع الوقت ستكتسب الثقة في نفسها، وإذا احتاج الأمر إلى استشارة طبيب نفسي فلا تترددي أبدا حتى نستطيع مساعدتك في وضع خطة لعلاجها.