هذه المشكلة حيرتني كثيرا، وجعلتني أطلب مساعدتك في كيفية التصرف مع صديقتي التي حيرتني، فقد بدأت صحبتي معها من شهرين تقريبا، مع أنها معي في الفصل من العام الماضي إلا أن صداقتنا زادت هذه السنة وقويت، لكني لاحظت عليها أنها لا تعرف لنفسها في هذه الحياة هدفا، فأحيانا تقول لي إنها تريد أن تصبح عالمة فيزياء، وإذا شعرت بتغير من أية فتاة في معاملتها ابتعدت عنها وقالت عنها كلاما غير صحيح، وفي الفترة الأخيرة بدأت ألاحظ عليها تغيرا في سلوكها، أصبحت مائلة للمزح الذي قد يصل إلى حد المضاربة والمخاصمة، ولأني يأست من إفهامها أن ما تفعله هو خطأ قررت الابتعاد عنها، ولكني أحس أنني مخطئة، وأن الواجب يتطلب مني مساعدتها، إلا أني لا أعرف كيف أساعدها وأصارحها بما تفعله، وهي طيبة وتحب مساعدة الناس لدرجة غير معقولة فكيف أتصرف معها؟ مريم جدة واضح أن صديقتك هذه تعاني من ضعف في بعض المهارات الاجتماعية مع ما تملكه من طيبة وحب للخير، كما ذكرت في رسالتك، وتركك لها لا أنصح به، ولو أن كل شخص قابل صديقا به حسنات كثيرة وبه بالمقابل بعض العيوب تركه لما استمرت الحياة بصورتها التي ترينها اليوم، المؤمن ينبغي أن يكون فاعلا ومؤثرا ومساعدا للناس على التغيير نحو الأحسن، فصديقتك تستحق، بناء على ما ذكرته في رسالتك، كل المساعدة في تعديل بعض الخصائص السلبية مثل ضعف الإنصات لديها، والرغبة الزائدة في جذب اهتمام الناس بها، أما عن كيفية مساعدتك لها فأمر بسيط، حاولي في لقاء ودود معها أن تناقشي بهدوء معها كل الأشياء التي ترين أنها غير مناسبة لها، واسمعي منها وجهة نظرها في ذلك، وحاولي خلال الحوار أن تؤكدي على بعض تصرفاتها، وأكدي خلال حديثك معها على أنك محبة وتريدين لها الخير، وأن ملاحظاتك لها ليست من قبيل النقد الهدام، وإنما من قبيل من ترى إنسانة رائعة وجيدة، وبها الكثير من الصفات الطيبة، وعندها اذكري لها صفاتها الإيجابية، ثم بعد ذلك أكدي على ضعف الإنصات لديها، وذكريها بمواقف قريبة كانت غير منصتة فيها، في حين أنها حين تتحدث تريد من ينصت لها، وإذا سنحت الفرصة لك لمناقشة الصفات السلبية الأخرى فافعلي، وإذا وجدت أن نتيجة هذا اللقاء سلبية عليها فلا تقطعي علاقتك بها، وأكدي لها بعد ذلك أن ما تقولينه لها يتطلب أن تفكر به بروية وستجد أن ملاحظاتك في مكانها، الأمر يا ابنتي يتوقف على طريقة عرضك للمشكلة وكلما كنت دافئة معها وبعيدة عن التجريح فإنها ستتقبل الأمر.