ابني عمره 24عاما، موظف، قبل أشهر وبواسطة أحد أصحابه تعرف على طالبة جامعية تصغره بسنة واحدة، والتقى بها عدة مرات في الأسواق وعلى تواصل معها بالجوال، وعن طريق الصدفة عرفت أمر تلك العلاقة التي جمعت ابني مع تلك الفتاة ونصحته بضرورة الابتعاد عنها، لكنه طلب منا أن نتقدم لخطبتها لأنه وعدها بالزواج، ولأنه أصر على رأيه ورغبته ذهبت والدته وأخواته لمقابلة والدة الفتاة التي لديها علم بأمر العلاقة بين ابني وابنتها، ورغم البحبوحة المادية التي يعيشون فيها، لكن زوجتي وأخواته لم يرتحن لأسرة الفتاة، ولجأت زوجتي إلى الاستخارة، لكنها لم ترتح، وهنا طلبت من ابني العدول عن الموضوع وأن يترك الفتاة في حال سبيلها، وابتعد، لكنه لم يمكث طويلا حتى عاد مرة أخرى وطلب الزواج منها، وأصر على موقفه ورغبته، هددناه أننا لن نحضر زواجه إن اصر على الزواج من هذه الفتاة، وأننا لن ندخل بيته، وهي لن تدخل بيتنا، لكنه مصر على الزواج منها وطلب مني أن أحضر زواجه بصفتي صديقا له، وليس أبا، لا أريد أن أخسر ابني بسبب هذه الفتاة، كيف أتصرف؟ أبو شادي مكةالمكرمة الواضح أن ابنك مرتبط عاطفيا بهذه الفتاة ارتباطا شديدا، أما ارتياح أمه وأخواته لها فليس شرطا جوهريا لإتمام الموضوع أو رفضه، فمن سيتزوج هو ابنك وليس أمه أو أخواته، وليس شرطا أن ما يعجب أمه يعجبه هو أو العكس، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، نحن ما زلنا ننظر للفتاة التي ترتبط عاطفيا بشاب بهذه الطريقة نظرة عدم احترام، ونتخوف من أن ما فعلته معه قد تفعله مع غيره حتى بعد الزواج، ومع أن هذه التوقعات ليست عارية تماما عن الصحة؛ لأن هناك حالات تستمر فيها الفتاة في عمل العلاقات مع شباب آخرين حتى بعد الزواج، لذا فأنا لست ضد مخاوف أمه وأخواته ومخاوفك أو توقعاتكم جميعا، ولكنني أريد أن أناقش المسألة معكم من زاوية أخرى ذات منظورين، الأول: أن المنطق الذي تستندون إليه منطق ضعيف، فأنتم لم تقدموا له ما يجعله يقتنع بأنها لا تصلح له، والثاني: لو افترضنا أنكم أثنيتموه عن عزمه وتركها، وبقي في قلبه حبها، ثم تزوج بمن ترضى عنها أمه وأخواته، ولم يقع في قلبه حبها والارتياح لها، وبقي مرتبطا عاطفيا بالأولى، فما النتيجة؟ إنكم عندئذ ستسببون أذى لثلاثة أشخاص، الأول ابنكم، والثاني الفتاة الحالية، والثالث الفتاة التي ستخطبونها له، نصيحتي لكم أن تسمحوا له بخطبتها وعقد قرانه عليها، ثم تتركون له ولأنفسكم الفرصة لرؤيتها عن قرب وإذا ظهرت بها عيوب حقيقية فسيكون ولدكم أول من يصيح ويجري بعيدا عنها، أرجوك يا أخي الكريم علينا أن نعطي لأبنائنا الفرصة للاختيار ما لم تكن هناك أسباب جوهرية ومقنعة للرفض، وليس مجرد عدم الارتياح.