• تعرفت منذ خمسة أعوام على شاب عن طريق «النت» ولم أكن أقصد بهذا التعارف شيئا ولكنني تعلقت به تعلقاً شديداً وبدأت أحادثه بالهاتف حتى أصبح يعرف عني كل شيء، وأنا أعرف عنه كل شيء في حياتيه، وأخبرني بأنه يريد الزواج مني وأجبته ان الوقت مبكر فما زلت صغيرة في العمر، واستمرت علاقتنا وعاد يكرر رغبته في الزواج مني لكنه قال إن ظروفه المادية والعائلية لا تسمح له. مع العلم أن عمري 18 عاما وهو 27 عاما وأهله يعارضون فكرة زواجه مني ويرغبون في تزويجه من بنت عمه، وقبل شهر أخبرني أن خطبتهما تمت، وأخفى عني أمر زواجه منها وأخبرته أن أمره قد افتضح، وأنني لا أريد أن أكلمه مرة أخرى لكنه أصر على بقاء علاقتنا وأنه مصر على الزواج مني، فما الحل؟ سهام/جدة هذه علاقة تقولين أنك بدأتها وأنت لا تقصدين بهذا التعارف شيئا، ولا أدري ما الذي كنت تقصدينه إذا؟ وهل تعتقدين أن علاقة تبدأ بهذه الصورة لن تنتهي لما انتهت إليه مع هذا الشاب؟ وليت كل فتاة غيرك تدرك أن بداية أية علاقة مهما يكن الهدف المبدئي الكامن وراءها ستنتهي عاجلا أم آجلا إلى علاقة ارتباط عاطفي، وستمر بما مرت به علاقتك مع هذا الشاب من ارتياح إلى دردشة عن كل مجريات الحياة اليومية، وسيرتبط كل طرف بالآخر، وبعدها يصبح من غير الممكن ترك الحديث معه، ثم يبدأ الخيال برسم صور للعلاقة في المستقبل، وبعدها لا أحد يستطيع أن يخمن إلى أي مستوى ستصل إليه مثل هذه العلاقة، ومع يقيني أن التحدث عن الماضي وكيف وصلت الأمور بينك وبين هذا الشاب إلى ما وصلت إليه ليس هو ما تهتمين به في هذه اللحظات، وإنما ما يهمك كيف ستديرين هذه العلاقة معه، أنت يا ابنتي تحتاجين أن تستيقظي من الحلم الذي عشته خمسة أعوام، لسبب وجيه يكمن في أن العبرة دائما في خواتم الأمور ونهاياتها، ذلك أن نهاية علاقتك بهذا الشاب باتت واضحة، فهو حتى لو سلمنا بأنه مخلص في محبته لك إلا أن ما لا يمكننا أن نهمله هو نقطة ضعفه أمام أهله في ناحية اتخاذ قراره للزواج فالواضح أنه لا يملك هذا القرار، فإن كان في سن 28 وأهله هم من يزوجه ويتخذ له قرار الزواج، فمتى يمكن أن يتخذ هو هذا القرار، لذا لا تصدقيه، ولا تربطي نفسك بحلم ظهرت نهايته جلية للعيان، دعيه يعيش حياته مع زوجته ولا تنغصي عليه هذه الحياة، وأنا أخشى أن تكون عودته لك نوعا من التسلية، وتأكدي أن الخاسر الوحيد من استمرار هذه العلاقة هو أنت، يكفي سنوات خمس من حياتك ضاعت وراء سراب، فلا تضيعي الباقي ولا تربطي نفسك بشاب لا يملك القدرة على اتخاذ قرار في أدق ناحية من حياته وهو زواجه. دعيه وعيشي حياتك ولا تضيعي من الوقت أكثر مما ضاع، فهو يريد التسلية والله أعلم أو أنه عاجز عن حماية نفسه من قرارات أهله، وبالتالي من باب أولى أن يكون أكثر عجزا عن حمايتك أو حتى عن اتخاذ القرار بالارتباط بك.