تخرجت العام الماضي في الجامعة، وتوظفت في مدرسة أهلية على وظيفة إدارية ومعلمة بنفس الوقت، ومن مهامي الرد على التليفون، ومرة اتصل واحد يريد ترك معلومات عن أخواته، اتصل عدة مرات، وبعد يومين فاجأني بأنه يريد أن يخطبني لأنه ارتاح لي وأحبني ولكنه لا يريد أن يعرف بالأمر أي أحد، حتى يعرفني أكثر وبعد ذلك يرسل أهله إلى بيتنا لخطبتي، أوضحت له أن هذه الطريقة لا تعجبني وطلبت حضور أهله لرؤيتي في بيتنا، وإن تعذر عليهم ذلك يأتون إلى مقر عملي، إلا أنه أصر على رؤيتي ولو من بعيد مع أهلي وفي أي مكان عام، بعدها يتقدم لخطبتي، وبصراحة لست مقتنعة بكلامه ولكن في الوقت نفسه أخاف أن تضيع مني فرصة لأنه يبدو عليه الجدية، مع خوفي من أن أكون مخدوعة بالصوت، وقد سبق أن خطبت حين كنت في المرحلة المتوسطة ولكن أمي كانت ترفض بحجة أني ما زلت صغيرة، وبعدها كلما تقدم لي أناس يظهر فيهم عيب وينتهي الموضوع، واكتشفت بعد فترة أن أخواتي من أبي كانوا يقولون لكل من يتقدم لخطبتي أنني رافضة حتى يتيحون الفرصة لخطبة أخواتهم الأصغر مني، ومما زاد الطين بله أن سيدة خطبتني لولدها وطلبت من أمي أن يكون الزواج بعد سنتين، وبصراحة أنا لا أعرفه وأمي رفضت أن تحدده لي، وهي راضية وموافقة على ذلك، وعدة مرات قلت لها أني لن أربط نفسي بشخص لسنتين وأنا لا أعرف من يكون، لذا صار موضوع هذا الشاب الذي خطبني على التليفون يحيرني وقد طلب مني ردا سريعا وقد خشيت إخبار أخي من أبي الذي يكبرني بسبع سنوات وتتغير نظرته لي وأصبح موضع شكه، أنا في حيرة من أمري ولم أعد قادرة على النوم فماذا أفعل؟ المحتارة: ش هذا الشاب يثير الريبة حتى عند من يريد أن يتعامل معه بنية حسنة، لسبب واحد وبارز، هو كيف يمكن لرجل أن يتخذ قرار الزواج بعد أقل من يومين من سماع صوت امرأة، وحتى لو اعتبرناه جادا، ألا ترين معي أنه يتمتع بشخصية قراراتها سريعة ومتسرعة، وهذا بحد ذاته يعتبر سببا يجعلك تتريثين كثيرا قبل الارتباط به، فإن كان جادا فعلا فماذا يضيره لو أرسل أهله لخطبتك ثم رأيتما بعضكما وتبين أن أحد الطرفين لم يعجبه شكل الآخر، أليس هذا أمرا ممكنا ولن يضره في شيء، حرصك على عدم الاستجابة لمطلبه حرص مبرر، فكثيرون هم الشباب الذين يوقعون الفتيات من هذا الباب، تراه ويراها ويكون جوابه، لقد رأيتك من بعيد ولم يتسن لي أن أدقق النظر بك، فما رأيك لو التقينا في نفس السوق ولكن بعيدا عن أنظار أهلك حتى تتاح لنا الفرصة للتحدث مع بعضنا لنعرف بعضنا أكثر، فتقبل الفتاة بعد أن تكون الصنارة قد شبكت في الفريسة كما يقولون، وحين تقابله يطرح عليها القيام بخطوة متقدمة أكثر، ما رأيك لو أننا التقينا مرة ثانية لبحث أمور حياتنا، وفي المرة الثانية قد يحضر معه هدية حتى يثبت لها أنه جاد وأنه قد وقع في حبها، وهكذا تتكرر اللقاءات ولا يخفى عليك ما قد يقع بها من إثارات، أو ربما من الحصول على وسائل للابتزاز، كأن يلتقط أحد أصدقائه لهما صورا مع بعضهما، وتصبح الفتاة تحت تأثير ابتزازه المستمر وتجد نفسها مضطرة لتنفيذ ما يطلبه منها، بناء عليه أفضل الطرق للحفاظ على نفسك أن تصري على أن يدخل البيوت من أبوابها، وأن يرسل أهله لخطبتك فإن بقي مصرا على رؤيتك فلا توافقي، وكوني صارمة في هذه المسألة، وضعيه بين أمرين، إما أن يتقدم أهله لرؤيتك حتى لو في المدرسة كما قلت، وإما أن ينقطع عن التواصل معك، وحذار من الاستمرار في هذه العلاقة حتى لا تضعفين أمامه خاصة أنك في ظروف تجعلك تبحثين عن الزواج بإلحاح، مع أني أتمنى عليك أن تتذكري أن قرار الزواج يصدر من السماء، وأن طلبك من الله عز وجل أن يرزقك بمن يخشاه هو الحل الأمثل، وما تفعلينه قد يكون مصدر متاعب لك ليس لها آخر.