شرائح متنوعة من موظفين ومعلمين في القطاعين العام والخاص وجهنا لهم السؤال التالي: إلى أي حد تعتقد بأن مديرك أو رئيسك المباشر محفز لك على مزيد من الإنتاج والانتماء إلى مهنتك ومقر عملك؟. 58 في المائة قالوا إن مديري ورؤساء الأقسام لدينا هم من الفئة المتسلطة ولا هم لهم سوى إصدار الأوامر والتهديد، سواء كان ذلك شفاهة أو خطيا، في الوقت الذي يغيب هؤلاء كل شكل من أشكال الحوافز سواء كان ماديا أو معنويا. ويضيف 65 في المائة من هذه الشريحة: الغريب أن هناك من رؤساء الأقسام من لا عمل لهم فلو بحثت عن ساعات الإنتاجية لديهم لوجدتها صفرا، فمنهم من يشغل وقته في استقبال بعض المراجعين ذوي الخصوصية ومنهم من ينتقي بعض الموظفين المقربين له ويظل يقضي ساعات الدوام في الحديث معهم داخل مكتبه، ومنهم من يكثر الخروج ومنهم من يتسلى بجهاز الحاسب، في الوقت الذي يغضبون من بعض الموظفين لأتفه الأسباب حتى ولو كان شربه لكوب من الشاي. وقال 24 في المائة إن بعض المديرين ورؤساء الأقسام ينسبون أي نجاح أو تميز لأنفسهم دون أن يكون لهم يد فيه، فلو أنجز أحدنا تقريرا أو دراسة نجد أن المدير يتظاهر أمام الآخرين أن تلك الدراسة أو ذلك البحث لم يكن إلا بفضل جهوده ومتابعته وتوجيهاته، في الوقت الذي نجد أن صاحب البحث أو الدراسة مهمش لا يحظى حتى ولو بكلمة شكر أو ثناء. ولم يبتعد 23 في المائة كثيرا حينما قالوا إن رؤساء الأقسام لا يجيدون من فن الإدارة شيئا، ففي الوقت الذي يفترض أن يحفزوا الطاقم الذي يعمل معهم تجدهم يتجاهلون أية مبادرات فردية للعمل، وفي الوقت الذي يفترض أن يتخذوا قرارا صارما نجدهم يتجاهلون ذلك، بمعنى أنهم ربما قسوا على المجتهد وتعاطفوا مع المهمل. والمشكلة كما يقول هؤلاء إن بعض الموظفين يعرفون من أين تؤكل الكتف فهم يتقربون من المدير من الناحية التي يجدونها تحوز على رضائه، فلو كان من هواة لعب البلوت ترددوا عليه والتقوا معه خارج وقت الدوام وصنعوا معه جسورا من الود والتواصل وكل ذلك من أجل أن يغض الطرف عن استهتارهم وعدم انضباطهم في الدوام. وهناك من لا يهوى هذه اللعبة ويكرس وقته للعمل ولديه سجل انضباطي مميز تجده يتعامل معهم بالنظام والتقارير المحبطة ويظل يترصد لهم، كما قال 11 في المائة من شريحة ال 23، إن بعض المديرين يظل أحدهم متيقظا ومتفرغا فقط لترصد أوضاع الموظفين لديه، ويبحث عن السلبيات أيا كانت حتى وإن كانت أخطاء عادية، يرصد تلك الأخطاء ويوثقها بالورقة والقلم لكي يبقيها مصدر تهديد لهذا الموظف أو ذاك، وبالتالي لا يلتفت لأي جهد مميز أو موظف منتج والسبب أنه لا يرى الإيجابيات وإنما المهم عنده هو القصور أو الأخطاء، ولهذا تجد الحالة النفسية للمرؤوسين متدنية وبيئة العمل غير صحية. وقال 3 في المائة إن من المديرين ورؤساء الأقسام من يعتمد في تقييمه وتعامله مع موظفيه، وفقا لما يسمعه ويمليه عليه المقربون منه، فلو ذكروك بخير عنده حتى وإن كنت مهملا، ولا تعمل شيئا فإن المدير أو رئيس القسم يرضى عنك، وإن ذكروك بسوء (فالله يخلف عليك)، حتى لو كان دمك يسيل على أرضية العمل، فأنت مغضوب عليه وكسلان ولا تستحق الزيادة، ولهذا صار بعض الموظفين يتقرب من المقربين من هذا المدير والمصيبة أن المدير يسلم إرادته لهم وكأنه لا يسمع و لا يرى!. وقال 16في المائة: لا نستطيع أن نعمم رؤية التسلط أو غير التسلط على جميع المديرين ورؤساء الأقسام.