إذا كان المسلمون قد توافقوا منذ قرون على أن «الهلال» يمثل شعارا لهم، يرمز لثقافتهم وحضارتهم ودينهم، وأصبح بمثابة العلامة المسجلة باسمهم بين الأمم والشعوب، فإنه يتعين التدقيق والتحري في الشكل الصحيح للهلال، بحيث يجب التفريق بين الهلال الصحيح، الذي يمثل الإسلام والمسلمين، وهو على شكل الحرف العربي (ر)، وبين الهلال المعكوس أو المقلوب، الذي يمثل أهم رمز من رموز المحافل الماسونية، وهو على شكل حرف اللاتيني (C). والهلال المقلوب من أهم الشعارات الشائعة بين أفراد عبدة الشيطان، وهو كذلك أحد شعارات الماسونية العالمية، ويتفاخر عبدة الشيطان، واتباع المذاهب الماسونية، بحمل الميدالية المتكونة من الهلال المقلوب والنجمة، وعليهما السيف الأسطوري، ويرمز للمذبح الذي تقدم له القرابين من القطط والكلاب المذبوحة، وشرب دمائها، خلال تأديتهم لطقوسهم الشيطانية المنحرفة، واحتفالاتهم الماجنة. وقد تتبع الباحث كاظم الحمامي قصة تسلل شعار الهلال المقلوب من تلك المحافل الشيطانية والماسونية إلى عالمنا العربي والاسلامي، وتبدأ الحكاية من العلم التركي، الذي كان يمثل علم الدولة العثمانية، باعتباره أول الإعلام الإسلامية التي انتهجت هذا السياق الخاطئ، ووضعت الهلال بالمقلوب رمزا للدولة، وتسلل من بعدها إلى أعلام بعض الدول العربية والإسلامية، وصار شعارا مألوفا لدى العامة والخاصة على السواء. ويعود ذلك بطبيعة الحال إلى أن الماسونية كما هو معلوم تاريخيا كانت قد تغلغلت في مجالس دولة (الرجل المريض)، حينما كانت الإمبراطورية العثمانية ترقد على سرير الموت الإكلينيكي، بعد أن انخرط سلطانها مراد الخامس في المسلك الماسوني، وهو الشقيق الأكبر للسلطان عبد الحميد الثاني، الذي لم يدم حكمه سوى بضعة أشهر تقريبا، عندما أقصي عن العرش لإصابته بالجنون، وقد انتسب إلى الماسونية عندما كان وليا للعهد، وارتبط بالمحفل الماسوني الأسكتلندي. وكان من النتائج الخطيرة لتواجد المحافل الماسونية الأجنبية داخل حدود الدولة العثمانية، احتضان هذه المحافل حركة (الاتحاد والترقي)، وهي التي أجبرت السلطان عبد الحميد الثاني على قبول الشروط المهينة التي صاغتها المحافل الماسونية في (تراقيا) الغربية، الأمر الذي قاد بعد ذلك إلغاء الخلافة الإسلامية. [email protected]