الإنسان جزء من هذا الكون، ومنه يستمد شعاراته ورموزه، وجميع الشعارات تعطينا ملمحا سريعا ومباشرا عن دلالتها من حيث الشكل، إلا أنها تحمل عمقا فلسفيا وربما دينيا في المضمون، ومن الأدوات المهمة في العالم المعاصر التي تزخر بالشعارات التي تحملها، الأعلام الوطنية للدول وأعلام المنظمات الدولية، وما تحتويه من أشكال ورموز وألوان ذات إيحاءات مختلفة، وتعبر عن هويات وانتماءات متباينة. وأعلام الدول العربية في أشكالها تتوزع ألوانها بالعرض لا بالطول، كما في بعض أعلام الدول الأوروبية، والأعلام العربية في غالبيتها تحمل بخلاف اللون الأبيض ثلاثة ألوان، هي : الأحمر والأسود والأخضر، فاللون الأسود يرمز لعهد ومساوئ الاستعمار، والأحمر يرمز للثورة على المستعمر والفكاك من الاحتلال، واللون الأخضر يرمز للزراعة ولخصوبة الأرض أو يكون له بعدا دينيا، وهناك دول آسيوية غير عربية تحمل أعلامها لونين فقط، كالأحمر والأبيض مثل اليابان وكوريا، إندونيسيا رمزا للحرب والسلام، غير أن هناك دولا فضلت أن تصبغ أعلامها بلون واحد رئيس، مثل اللون الأحمر في علمي الاتحاد السوفيتي والصين، أو اللون الأزرق في علم الاتحاد الأوروبي، أو اللون الأخضر في العلم السعودي والعلم الجزائري والعلم المصري قبل الثورة والعلم الليبي بعد الثورة، أو اللون الأبيض كما في علم قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام. وفضلا عن الألوان فقد يتوسط العلم بعض الرموز التي تضفي شرعية دينية أو سياسية ما، وهي ذات إيماءات ترتبط بمرحلة تأسيس الدولة، كما هو الحال بالنسبة لشعار النسر أو صقر قريش في بعض الأعلام العربية، كما تقوم النجوم بنفس الدور، كما في العلم الأمريكي بنجومه الخمسين التي تمثل وحدة الولاياتالأمريكية، وعلم الاتحاد الأوروبي بنجومه التي تزداد بزيادة عدد الدول المنضمة للاتحاد. وقد يكون الرمز مستمدا من الطبيعة مثل شجرة الأرز في العلم اللبناني، وورقة الشجر في العلم الكندي. أو مستمدا من فلسفة وضعية كالاشتراكية كما في شعار المطرقة والمنجل رمزا للعمال والفلاحين في علم الاتحاد السوفييتي السابق، أو مستمدا من خلفية دينية وتاريخية كالهلال والصليب على كثير من أعلام الدول.. ولذلك حديث آخر . [email protected]