ما إن أكمل محقق تاريخ ابن عساكر 499 571ه في 80 مجلدا، حتى قام برهن 12110عناوين، و93 مخطوطا أصليا. ليس للتخلص من تلك الأرواح التي تتابعت السكن والتنقل معه، إلى أن استقر مقامه في مكةالمكرمة، بل من أجل أن يغطي تكاليف أكبر موسوعة توقف المجمع اللغوي العربي في دمشق عن تحقيقها مكتفيا ب19 مجلدا لقلة الدعم المالي، وكان حال الدكتور المنجد عندما توقف عند تسعة مجلدات، في حين أن سكينة الشهابي لم تخرج منه إلا خمسة مجلدات ،كذلك الدكتور شكري فيصل أخرج ثلاثة مجلدات فقط، في حين أن الدكتور عمر غرامة العمروي الباحث السعودي أخرجه للعالم في ثمانين مجلدا من 16 ألف ورقة مخطوطة. تلكم حقيقة، لكن ماذا لو تخيل كل منا أنه قام بطبع 3 آلاف نسخة، النسخة 80 مجلدا، ومن الخيال تحديد الجهات العامة والخاصة المستفيدة من الموسوعة وكميتها الشرائية، ومدى تسابق جامعاتنا بما فيها الخاصة على شراء ما لا يقل عن 50 نسخة لكل جامعة، وإذا وصلت إلى نهاية خيالك هل تتوقع أن بند شراء الكتب والدوريات يغطي الشراء، أم أنه يحتاج إلى تغذية لأنه صرف في تأمين أوراق مكتبية وأحبار وما إليها؟، ولأن الخيال حلم فإن شراء الموسوعات حلم، وخاصة إذا كانت بفكر محلي. ما بقي قوله: إن العمروي قدم الكثير من المؤلفات والبحوث منها على سبيل المثال؛ المعالم الجغرافية والتاريخية لمواقع الملك عبد العزيز الحربية، وكتاب الصيد عند العرب وجهود الأمير سلطان بن عبد العزيز في حماية البيئة وإنمائها، وكتاب قبائل إقليمعسير في الجاهلية والإسلام، كما حقق أكثر من 50 كتبا منها؛ سيرة أعلام النبلاء للإمام الذهبي في 20 مجلدا، ثم أعقب ذلك بجمع ودراسة تفسير الإمام ابن تيمية في عشرة مجلدات. بعد هذا ألا يوجد دور لمكتبة الملك عبد العزيز نحو إزالة ضائقة الرجل المالية وفك رهن مكتبته، والاستفادة منه باحثا ومحققا؟، وهل من الممكن أن نجد أيادي أثرياء مكةالمكرمة ممدودة للاستفادة من قدرات وإمكانياته البحثية عن مكةالمكرمة؟. وأقول: إذا تعذر كل هؤلاء فإن مؤسسة سلطان الخيرية باب خير من لا باب له بعد الله.