أثمرت مساعي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات في الإمارة، في تخليص راع سوداني من القصاص بعد شفاعة الأمير لدى ذوي الدم للقتيل راجح محمد علي، من الجنسية اليمانية، الذين تنازلوا عن الاقتصاص من الراعي السوداني وعتق رقبته؛ تقديرا لمسعى أمير منطقة مكة، ورغبة في المثوبة والأجر. وكانت ملاسنة نشبت قبل نحو ثلاثة أعوام بين المقيمين العربيين المتجاورين في مسكن في حارة الدقيق في الوزيرية جنوبي جدة، تطورت إلى شجار حاد نجمت عن قتل الراعي لجاره اليمني وصدقت أقواله شرعا، ليصدر الحكم الشرعي بالقصاص، والأمر الملكي بتنفيذ ما تقرر شرعا. لكن لجنة إصلاح ذات البين في منطقة مكةالمكرمة، تسلمت ملف القضية على أمل الحصول على تنازل أهل القتيل وهو ما حدث أخيرا. وتلقت أسرة المعفو عنه، التي تسكن في منطقة نعيمة 250 كلم عن العاصمة السودانية الخرطوم، النبأ بفرحة عارمة. وحول ذلك أوضح ل«عكاظ» الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين في منطقة مكةالمكرمة الدكتور ناصر الزهراني، أن تفاعل ذوي الدم مع الجهود المخلصة بعيدا عن أي حسابات دنيوية، يجسد التراحم الذي يعيشه المسلمون، خاصة ممن تشرفوا بمجاورة البيت العتيق وقال: «نفخر اليوم بعتق رقبة غالية بعدما كان لشفاعة الأمير خالد الفيصل الأثر الطيب في نفوس ذوي المجني عليه، الذين أظهروا تفاعلهم منذ اللحظة الأولى لتدخل الأمير، فيما كان للأعضاء دور بارز في إبراز جزاء الصابرين والعافين». وأكد بيلله مضوي (شقيق المعفي عنه) أن اللجنة أعادت طعم الحياة لأسرة القتيل المكونة من زوجة وثلاثة أبناء، وقال: «جاءت البشرى، فانطلقت تباشير الفرج وزغاريد الفرح في كل بيوت الجيران، إيذانا بحياة جديدة لأخي وأسرته وجميع أهله، سائلين الله عز وجل أن يوفق الأمير خالد الفيصل الساعي لعتق الرقاب، وأن يجعل ما قدمته اللجنة من بذل وعطاء في ميزان حسناته، وأن يجزي خير الجزاء أعضاءها الذين حرصوا على بذل كل ما بوسعهم في سبيل تحقق العفو، رغم ما كان فيه من صعوبة وعناء».