نجا راعٍ سوداني من سيف القصاص إثر شفاعة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين بالإمارة بعد تنازل ذوي الدم رغبة في الأجر والثواب من الله عز وجل ثم تقديراً لشفاعة سموه الكريم. فقبل إنفاذ ما تقرر شرعا بحق القاتل السوداني الذي كان يعمل راعيا أعلن أهل القتيل اليمني (راجح محمد علي) - رحمه الله تعالى- عن عتق رقبة قاتل ابنهم مؤكدين أنهم أعتقوه رغبة في المثوبة والأجر من الله عز وجل، واستجابة لشفاعة كريمة من الأمير خالد الفيصل حفظه الله. وتعود تفاصيل الجريمة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك من عام 1428 ه عندما نشبت ملاسنة كلامية وشجار حاد بين الطرفين المتجاورين في المسكن في حارة الدقيق بحي الوزيرية جنوبجدة، حتى تطور الأمر إلى وقوع جريمة القتل وقامت الجهات الأمنية بالقبض على القاتل الذي اعترف بجريمته، وصدقت أقواله شرعا، ليصدر الحكم الشرعي بالقصاص، والأمر الملكي بتنفيذ ما تقرر شرعا. وما إن تسلمت لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكةالمكرمة في نفس العام ملف القضية على أمل الحصول على تنازل أهل القتيل حتى بدأت رحلة البحث عن العفو لتستمر ثلاث سنوات وليفتح العفو عن الجاني نافذة جديدة للحياة لتمتد الأفراح إلى أسرته التي تسكن في منطقة نعيمة التي تبعد 250 كلم عن العاصمة السودانية الخرطوم لتعيش فرحة عارمة، رافعة أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يجعل عمل أسرة القتيل في ميزان حسناتهم، وأن يوفق اللجنة للعمل الصالح لما قامت به من جهد مخلص وعمل دؤوب. وقد أوضح فضيلة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين أن اللجنة تفخر بعتق رقاب 160 رقبة مشيدا بتفاعل ذوي الدم مع الجهود المخلصة بعيداً عن أي حسابات دنيوية، مما يجسد التراحم الذي يعيشه المسلمون خاصة ممن تشرفوا بمجاورة البيت العتيق، وقال: “نفخر اليوم بعتق رقبة غالية بعدما كان لشفاعة الأمير خالد الفيصل الأثر الطيب في نفوس ذوي المجني عليه، والذين أظهروا تفاعلهم منذ اللحظة الأولى لتدخل سموه، فيما كان للأعضاء دور بارز في إبراز جزاء الصابرين والعافين داعياً الله عز وجل أن يتغمد القتيل بواسع رحمته وأن يجزل لأهله الأجر والثواب “. واعتبر (بلة مضوي) شقيق الجاني أن اللجنة –بعد توفيق الله تعالى- أعادت طعم الحياة لأسرة القتيل المكونة من زوجة وثلاثة أبناء بعد أن فقدوا الأمل في عودة عائلهم ورؤيته مجددا، مستسلمين للأمر الواقع، وقال: “جاءت البشرى، فانطلقت تباشير الفرج وزغاريد الفرح في كل بيوت الجيران، إيذانا بحياة جديدة لأخي وأسرته وجميع أهله، سائلين الله عز وجل أن يوفق الأمير خالد الفيصل الساعي لعتق الرقاب، وأن يجعل ما قدمته اللجنة من بذل وعطاء في ميزان حسناته وأن يجزي خير الجزاء أعضاءها الذين حرصوا على بذل كل ما بوسعهم في سبيل تحقق العفو رغم ما كان فيه من صعوبة وعناء”.