أسهمت شفاعة أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين، الأمير خالد الفيصل في نجاة مقيم سوداني من تنفيذ حكم القصاص في حقه، إثر قتله وافداً، على خلفية شجار نشب بينهما. وقبل تنفيذ ما تقرر شرعاً بحق القاتل، أعلن أهل القتيل اليمني «راجح محمد علي» عن عتق رقبة قاتل ابنهم، مؤكدين أنهم أعتقوه رغبة في المثوبة والأجر من الله عز وجل، واستجابة لشفاعة كريمة من الأمير خالد الفيصل. وتعود تفاصيل الجريمة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك من عام 1428 ه عندما نشبت ملاسنة كلامية ومشاجرة حادة بين الطرفين المتجاورين في المسكن في حي الوزيرية جنوبجدة، حتى تطور الأمر إلى وقوع جريمة القتل، وقبضت الجهات الأمنية على القاتل الذي اعترف بجريمته، وصدقت أقواله شرعاً، ليصدر الحكم الشرعي بالقصاص، والأمر الملكي بتنفيذ ما تقرر شرعاً. وما إن تسلمت لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكةالمكرمة في نفس العام ملف القضية على أمل الحصول على تنازل أهل القتيل حتى بدأت رحلة البحث عن العفو التي استمرت نحو عامين ونصف العام. ليفتح العفو عن الجاني نافذة جديدة للحياة لتمتد الأفراح إلى أسرته التي تسكن في منطقة نعيمة التي تبعد 250 كلم عن العاصمة السودانية الخرطوم لتعيش فرحة عارمة، رافعة أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يجعل عمل أسرة القتيل في ميزان حسناتهم، وأن يوفق اللجنة للعمل الصالح لما بذلته من جهد مخلص وعمل دؤوب. وأوضح الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني أن اللجنة تفخر بعتق رقاب 160 رقبة، مشيداً بتفاعل ذوي الدم مع الجهود المخلصة بعيداً من أي حسابات دنيوية، ما يجسد التراحم الذي يعيشه المسلمون، خصوصاً ممن تشرفوا بمجاورة البيت العتيق. وقال: «نفخر اليوم بعتق رقبة غالية بعدما كان لشفاعة الأمير خالد الفيصل الأثر الطيب في نفوس ذوي المجني عليه، والذين أظهروا تفاعلهم منذ اللحظة الأولى لتدخله، فيما كان للأعضاء دور بارز في إبراز جزاء الصابرين والعافين، داعياً الله عز وجل أن يتغمد القتيل بواسع رحمته وأن يجزل لأهله الأجر والثواب». واعتبر شقيق الجاني بلة مضوي أن اللجنة أعادت طعم الحياة لأسرة القتيل المكونة من زوجة وثلاثة أبناء بعد أن فقدوا الأمل في عودة عائلهم ورؤيته مجدداً، مستسلمين للأمر الواقع، داعياً الله عز وجل أن يوفق الأمير خالد الفيصل الساعي لعتق الرقاب.