نجا سوداني من سيف القصاص إثر شفاعة أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين بإمارة المنطقة الأمير خالد الفيصل، وتنازل ذوو الدم عن القاتل رغبة في الأجر والثواب، ثم تقديراً لشفاعة أمير المنطقة. فقبل إنفاذ ما تقرر شرعا بحق القاتل السوداني الذي كان يعمل راعيا، أعلن أهل القتيل اليمني الجنسية راجح محمد علي عن عتق رقبة قاتل ابنهم، مؤكدين أنهم أعتقوه رغبة في المثوبة والأجر من الله عز وجل واستجابة لشفاعة الأمير خالد الفيصل. وتعود تفاصيل الجريمة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك عام 1428 عندما نشبت ملاسنة كلامية وشجار حاد بين الطرفين المتجاورين في المسكن في حارة الدقيق بحي الوزيرية جنوبجدة، وتطور الأمر إلى القتل، حيث قبضت الجهات الأمنية حينها على القاتل، الذي اعترف بجريمته وصدقت أقواله شرعا؛ ليصدر الحكم الشرعي بالقصاص والأمر الملكي بتنفيذ ما تقرر شرعا. وأوضح الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني أن اللجنة ما إن تسلمت في نفس العام ملف القضية على أمل الحصول على تنازل أهل القتيل حتى بدأت رحلة البحث عن العفو لتستمر ثلاث سنوات، مبينا أن اللجنة تفخر بعتق رقاب 160 رقبة، مشيدا بتفاعل ذوي الدم مع الجهود المخلصة بعيداً عن أي حسابات دنيوية، مما يجسد التراحم الذي يعيشه المسلمون خاصة ممن تشرفوا بمجاورة البيت العتيق. واعتبر المقيم بلة مضوي - شقيق الجاني- أن اللجنة أعادت طعم الحياة لأسرة القتيل المكونة من زوجته وثلاثة من الأبناء، بعد أن فقدوا الأمل في عودة عائلهم ورؤيته مجددا مستسلمين للأمر الواقع.