انتقلت عدوى شبكات (السرقة بعد الصدمة) من العاصمة الرياض إلى جدة. وسجلت السلطات أمس، أول حادث من هذا النوع بعدما قبضت على شبكة عربية درجت على سرقة أموال مندوبي الشركات والمحاسبين عن طريق صدم مركباتهم من الخلف وسرقة مظاريف وحقائب الأموال أثناء انشغال المستهدفين بتفاصيل الحادث المروري الطفيف. تتلخص أساليب العصابة في إشغال المجني عليه وتشتيت انتباهه، حيث يكون مهموما بالإطلاع على تلفيات سيارته، وفي ذات اللحظة يتسلل أحدهم إلى المركبة ويهرب بالغنيمة أو بالسيارة في غالب الأحوال، لكن شرطة جدة توصلت إلى ثلاثة متهمين اعترفوا بسرقة أموال المحاسبين ومندوبي المبيعات. وبحسب التقارير الأمنية، فإن محاسبا يتبع لشركة حديد مسلح، كان بحوزته مبلغ 320 ألف ريال في طريقه لإيداع المبلغ في أحد البنوك عندما اصطدمت بمركبته سيارة من الخلف في شارع حائل، فهبط لاستطلاع الحالة ودخل في مشاداة مع السائق الآخر ولم يتنبه إلا على صرخات المارة الذين كانوا يشيرون إلى رجل خطف حقيبة المال وهرب في سيارة كانت في انتظاره. حاول المجني عليه ملاحقة الفارين فعاد سريعا ليجد أن الطرف الثاني في الحادث توارى أيضا عن الأنظار لتكشف التحريات المبدئية أن السيارة التي استخدمها الجناة في صدم مركبة الضحية مسروقة. وأصدر مدير شرطة جدة اللواء على الغامدي، تعليمات بتشكيل فريق أمني بمتابعة مساعده للأمن الجنائي بالنيابة ومدير التحقيقات الجنائية، ورأس فريق البحث والتحقيق مدير مركز شرطة الجنوبية. وأجرى الفريق تحليلات ودراسات حول الجرائم المشابهة في العاصمة الرياض، ليتم رصد مشتبه تنطبق عليه ملامح رسم تقريبي لأحد المتهمين. وفي ساعة الصفر طوقت السلطات منزل المتهمين في جنوبي جدة، وألقت القبض عليهم فاعترفوا بالتهم الموجهة إليهم.