أوقع اشتباه رجال التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة ستة من جنسيات أفريقية، تجمعوا حول بنك رئيس على طريق الملك فهد (الستين سابقا)، بقصد سرقة عملائه الخارجين والمحملين بالأموال. ورصدت دورية سرية تابعة لوحدة مكافحة جرائم الأموال في الشعبة سيارة فيها ثلاثة أشخاص (سمر البشرة)، وهم يتتبعون باب البنك قبل أن يتوقفوا بعيدا عنه، فيما جوالاتهم لا تهدأ عن الاتصالات. وبعد نصف ساعة خرج شخص من البنك وركب معهم السيارة، فيما ظهر شاب ملامحه قريبة من الأشخاص، يتخفى بين السيارات ويتبعه شريك له بسيارته، لينتقلا إلى موقع بنك آخر والتسمر أمام بوابته لبعض الوقت. وتأتي عملية الرصد إثر تلقي الأمن بلاغات عن سرقات يتعرض لها عملاء بنوك وتشير إلى خطف حقائبهم فور خروجهم منها. وأشارت البلاغات إلى أن العملاء يتفاجأون بهجوم خاطف ينتهي بضربة على الرأس وخسارة المبلغ المسحوب من البنك، وفي بعض الحالات تتم سرقة المبلغ من سيارة العميل، لتعزز تلك البلاغات الشبهات حول الأفارقة الستة الذين يتحركون من بنك إلى آخر وبشكل مريب. وتأكدت لرجال الأمن صحة شبهتهم حيال الأشخاص الستة عندما شاهدوا أحدهم يقترب من إحدى السيارات ويقف بجانبها بانتظار خروج العميل الذي خرج يحمل كيسا فيه أموال. وإثر حرص العميل على كيسه لم يتمكن الجناة من سرقته لتتم متابعته حتى ترجل نحو أحد المطاعم، لتقف سيارة العصابة قربه ويترجل منها ثلاثة منهم باتجاه السيارة وبيدهم قطعة حديدية. في هذه الأثناء، كانت الدوريات الأمنية تراقبهم وعندما تأكدت من نية أفراد العصابة طلبت دعما من رجال بحث قسم الجنوب والذين تحركوا مباشرة إلى الموقع وطوقوا المكان وألقوا القبض عليهم بعد أن كسروا زجاج السيارة في محاولة لسرقة مبلغ العميل المالي. واعترف أفراد العصابة بأنهم يعتاشون على سرقة عملاء البنوك، وقبل أن تنتهي أموال السرقة السابقة يتحركون باتجاه سرقة جديدة، مشيرين إلى أنهم يختارون البنوك على امتداد تواجدها في المحافظة وأن لهم زعيما يقودهم ويحضر لهم أدوات تحطيم زجاج السيارات بدون أصوات. كما أشاروا في اعترافاتهم إلى أن أحد شركائهم متواجد داخل بنك ويخطط لعميل جديد، ما دعا رجال الأمن إلى اصطياده قبل فراره من صالة العملاء. وتابع العمل الأمني مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي فيما أشرف عليه مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة وقاد الفريق الأمني رئيس وحدة مكافحة جرائم الأموال.