هل ينبغي على وسائل الإعلام الابتعاد عن الأخبار الشائكة فلا تزج بنفسها فيما يغضب لأجله أطراف القضية الأقوياء إذا أشارت إليهم بأصابع الاتهام؟!! مثل خبر الأمس عن فتاة تبوك والهيئة!!؟ هل يجب على الصحف حتى لا تدخل معركة غير متكافئة أن تتجنب الخوض في هذه المسائل التي يكثر فيها الضحايا الأبرياء وغير الأبرياء حتى... لا تكون كمن يوهن رأسه بالضرب على صخرة في الجبل!! إنني لا أتحدث عن حرية الرأي، فما لنا ولها.. ولا أتحدث عن الحرية الصحفية فهذه مطاردة في كل مكان، كما أني لا أتحدث باسم الديمقراطية العصرية وهي ثوب العارية؛ أي الثوب الذي يستعيره البعض من البعض الآخر.. إنني لا أتحدث قط عن كل ذلك لأنها أمور واسعة ليست على مقاسنا وإن تباهينا بارتدائها مثل الذي يتباهى بزي فاخر أكبر من مقاسه!! بل أتحدث عما هو عندي أهم من ذلك كله.. أهم من الحرية الصحفية، وحرية الرأي، والديمقراطية وكل أعراض العصر الحديث.. أتحدث عن الخدمة الوطنية!! جميع وسائل الإعلام كالجندي المرابط، واجبها أن تضع الوطن في عينيها وفي ضميرها الحي! وكل وسائل الإعلام دورها الأساسي من وجهة نظري خدمة الوطن وإعلاء شأنه في النفوس، وغرس قيم الولاء والانتماء بعد أن أمضى أبناؤنا زمنا طويلا وهم لا يعرفون قيم المواطنة ولا معنى الولاء والانتماء، وهي من شروط الحياة السعيدة وليس فقط الولاء والبراء!! لقد عانينا طويلا طويلا من غياب صورة الوطن في النفوس الظامئة! واكتشفنا بعد المحاولات الإجرامية لخطف وعي الشباب وسرقة عقولهم وغسلها وشحنها ضد الوطن وقيادته ورجاله وأمنه وأمانه، اكتشفنا أننا فشلنا في إعداد أجيال من الواعين المخلصين الذين لا يخونون ولا يبيعون الوطن للصوص الجرم الحرام!! الآن لا بد من أن يقوم كل جهاز وطني بدوره في استنبات صورة الوطن في الأعماق وإعادة بلورة العقول كي تعي مفهوم الوطن وقيمة الولاء له ومعنى البقاء تحت ظله، وواجب حماية اسمه.. وأول هذه الأجهزة؛ الإعلام، وما قام به في نشر خبر الأمس هو حماية لسمعة الوطن والصد عنه حتى لا يكون لفئة من الأفراد دور في تشويه صورة وسمعة الوطن في الداخل والخارج.. إنه الواجب الوطني كواجب الجندي الأمين الواقف على خط النار، لا فرق! خبر مثل الهيئة وفتاة تبوك خيانة في حق الوطن، فإذا لم تقم وسائل الإعلام بفضح هذه الخيانة وتطهير المجتمع منها، لا خير فيها ولا قيمة لها ولا أهمية لوظيفتها ولا معنى لوطنيتها إذا لم تعبر عن نفسها بحق وحقيق عند اللزوم. بالأمس، نشرت هذه الصحيفة الخبر الأسود والفعل الشائن، واليوم يأتي من يؤكد للجميع أن بلادنا بخير لأن أمراءها المخول لهم إدارة المناطق واقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الناس وأرواحهم. إن مبادرة أمير تبوك الشجاعة تستحق التنويه والتعليق والإشادة حتى لا يكون الخبر السيئ نهاية المطاف في مثل هذه القضايا الشائكة والمفزعة.. وحتى يكون الإنسان في هذا المكان آمن أن أمراءه لا يرضون له الهوان..!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة