لا تلوموا الإرهابي وعديم الولاء والانتماء ، بل لوموا سلبيات تربيتكم ، نحن من يزرع الشوك ولو كنا وحدنا منْ يجني جراحه لكان أرحم ، بل نتسبب دون أن نقصد في موت أبرياء آخرين منهم أعز ما لدينا في الحياة. قبل أن نفكر في الإنجاب مرة علينا أن نفكر في تربية من ننجب ألف مرة ، ولا أعني بالتربية، التربية العلمية فقط ، بل ما أعنيه التربية الشاملة ، الدين ، الأخلاق ، السلوك ، المواطنة الحقيقية ، والانتماء حتى لا يضل من نحب ثم نبكي عليه. أتمنى أن يعرف كل أب وكل أم ماذا تعني كلمة ضلال. قبل أن نفكر في الإنجاب مرة علينا أن نفكر في تربية من ننجب ألف مرة، ولا أعني بالتربية، التربية العلمية فقط، بل ما أعنيه التربية الشاملة ، الدين ، الأخلاق ، السلوك ، المواطنة الحقيقية ، والانتماء حتى لا يضل من نحب ثم نبكي عليه ، أتمنى أن يعرف كل أب وكل أم ماذا تعني كلمة ضلال. للتربية دور كبير لا يخفى على أحد خاصة في ترسيخ حب المواطنة والانتماء لدى فلذات الأكباد ، يبدأ بالأسرة باعتبارها الخلية الأساسية لبناء شخصية الطفل وتكوينه وغرس قيم المواطنة السامية في عمق ذاته وأهمها تعميق الانتماء الأسرى الذي يترتب عليه بالضرورة الانتماء للجماعة والوطن ، ثم يأتي دور المدرسة المناخ التربوي والتعليمي بكل جوانبه المادية والبشرية وما تهيئه من مناهج ونشاطات وبرامج تربوية وعلمية ووطنية تغرس حب المواطنة وتُنَمّى القدرات والطاقات وتؤهل الطالب مستقبلا لحماية وطنه ، وهويته ، وأداء واجباته، وأيضاً تصقل المدرسة ما بنته الأسرة الواعية وأهمها توطيد العلاقات الإنسانية ، ولها الفضل الأكبر في صنع الإنسان المبدع المبتكر والمتميز والمتطور والمطور مسيرة الوطن والمعتز بانتمائه للوطن المحافظ على أمنه القومي. الإعلام كذلك من أهم الوسائل التي تسيطر على عقول الأطفال وتنمي أفكارهم وتوسع مداركهم، لذا وجب التركيز فيها على ثقافة نشر القيم والمبادئ السامية والأخلاقيات الحميدة التي تنمي حب المواطنة والانتماء. تربية المواطنة مثلث متساوي الأضلاع «البيت ، المدرسة ، الإعلام» ، تخاطب عقل الإنسان ووجدانه وتتشكل من خلالها منظومة قيم وأخلاق تكون الإنسان الواعي الذي يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه وطنه وأمته في إطار الجماعة التي ينتمي إليها، فلا يجب أن يختل ضلع من أضلاعه فتحدث فجوة تغزوها فوضى التربية السيئة في بعض البيوت ، أو فوضى التعليم العشوائي ، أو فوضى الإعلام بجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة. والأخطر من ذلك غزو بعض التكنولوجيا الحديثة وما تحمل من طوفان برامج جوفاء خاوية لا تحمل سوى العبث الخلقي والسلوك الفوضوي واللعب غير الهادف. إذا أحببنا وطننا وفديناه، فهذا الأمر ليس غريبا، شيمةٌ وخُلق فطري فُطرت عليه نفوس الأسوياء من البشر جميعاً، بل فرض علينا وواجب، الغريب من يرى عكس ذلك !! المواطن الحقيقي لا يضر بوطنه ولا يستغني عنه لأي سبب كان، وكذلك الوطن ووجودهما معاً واستمرارهما مرتهن بوجود الآخر واستمراره، ورد الجميل للوطن ليس منّه ، وإنما واجب مقدس نحمله على رؤوسنا ما بقينا ، والبقاء لله ثم للوطن ما دامت الحياة. [email protected]